رأي

الحضن الغائب … ابتسام فهد الحيان *

 

*كل صباح أعقد العزم الجديد مع شمس الامل بعد العناق الطويل ،أن أكبر باليوم ألف عام في روزنامة الزمان من صلابة الروح وقوة الوجدان ،إلى حين يتسلل ذلك الطرف الخفي من نافذة الصمت البعيد ،حيث منبر الصبر وعنوان الإيمان إلى حضن أمي ، فأخون العهد مراراً وأصغر تلك الأعوام إلى أن أكون علقة تعلقت في رحم زمان اختطف رونق بريقها فرحلت وانطفئت الشموع.
أعود بعد الثلاثين طفلة تصبح بشوشة بعد أن تزيح الظلام عن جفنيها بأناملها الصغيرة حين تستيقظ لترى ابتسامة النور على محيا ( الجوهرة)، وها أنا أقف أمام مراتي لأرى ثلاث خيوطاً فضيةً تغازل خصلات شعري شهيقا حين حزمتِ حقائب الوداع .
كيف لا ؟؟ وأنتِ من أمسكتِ بأناملي لتعلميني السير بأقدام الثقة ووقود الايمان وتاج الإحسان.
يا قومي
في دائي كانت هي الطبيب ،وفي علتي كانت هي الحبيب ،وفي عميق جرحي كانت تضمد ألآلامي بحنان العالمين،أمي كانت مدرسة الأيام قبل أن أخط حرفاً في سجلي الدراسي ،وحينها،وبعد أن أصبحت أعلم الأجيال.
كان حديثها نبراساً أهتدي به في ضالة طريقي حتى بعد أن احتضنها الثرى ،وكلمات القوة والعزم والجلد نجوم أتأمل سناها كل مساء.
مهما أسهبت من جمال الحروف ،فبضاعتي مزجاه نظير عظيم منزلتها على عرش الفؤاد .
هل لي أن أخدع عناوين الأقدار ،وأضرب المعاني بأضدادها ،والمنطق بمعانيه،وأن أتلو ايات بقائها .
كلا،أظنني كالمقاتل الأعزل إذ أفتقد الرمح والسيف وأسير بكنانتي محملة بأروع الذكريات،ولا أشد وقعاً من الدمع حين يسابق حبري في وصف صبوتي إليها فترتعد صفحاتي إجلالاً لك أمي ، تماما كما تأتين كالطيف البهي في لذيذ منامي باسمة ثم ترحلين .
رحم الله نور الجوهرة وأدام أثرها .

fahad.ebt@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى