ثقافة

الرواية تختزل الأجناس الأدبية الأخرى بدون فواصل والعالم أكثر تعقيداً من أن تغيره رواية

الشارقة معرض الكتاب
تميزت ندوة “سحر الحكاية وتنمية الخيال” بحضور كبير، حيث امتلات قاعة ملتقى الأدب بالجمهور، كما حضرها رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، وشاركت فيها الكاتبة الأمريكية المتخصصة بقصص لليافعين، جوان باور، والروائي المصري محمد المنسي قنديل، والشاعر النيجيري بن اوكري، وأدار الندوة علي الشعالي.

وقالت جوان باور، إن الكتابة لليافعين تحتاج الكثير، فهم يحتاجون مهارات خاصة، وهي تركز على الذي لا يرى إلا من خلال مجهر، والكتابة لليافعين تحدي كبير، فهم في مرحلة عمرية خاصة، ومن المهم معرفة كيف يفكرون وكيف يتصرفون وكيف يتعاملون مع الآخرين، وما هي طبيعة حواراتهم في البيت والمدرسة وفي اي مكان، ومختلف تفاصيل حياتهم وعلاقاتهم. وتابعت: نكتب للأطفال اليافعين كي نساعدهم في كيفية القراءة، وكيف يتعاملوا مع العالم، لافتة إلى أن جدتها كانت راوية جيدة، تروي لهم القصص والحكايات العديدة، وهو ما ساعدها في التعامل مع اليافعين وكيفية الكتابة لهم، معتبرة أن الكتابة للأطفال واليافعين رغم كل التحديات تبقى مهمة رائعة.

ومن جانبه، قال الروائي محمد المنسي قنديل، إن مصر وتاريخها وناسها جزء من تكوينه الأساسي، ولفت إلى أنه مهتم بالرواية التاريخية، لأن التاريخ كنز لا بد أن ننهل منه، ومصر تمتلك تاريخ عريق، لافتاً إلى أنه نشأ في مدينة عمالية مضطربة تشهد صراعات حادة بين السلطة وبين العمال، وكانت رائحة الغاز المسيل للدموع تملأ كل المكان، بسبب الصراع بين السلطة والعمال، والتمرد والقمع، مشيراً إلى انه متمرد أيضاً وهي شعلة في داخله يتمنى أن لا تنطفئ.

وتابع: نلجأ إلى الخيال كي ننفذ من الواقع، والخيال مهما شطح بعيداً عن الواقع فيه جزء من الحقيقة، ويعكس الواقع بمنظور آخر، وتضفي عليه هالة من السحر والجمال. ولفت إلى أن عالمنا العربي عالم مضطرب مليء بالصراعات الدينية والسياسية، ولذلك يبحث الكاتب عن مخرج، لكنه بكل الأحوال ملزم بأن يقدم شهادته للعصر.

وأوضح أن العالم أكثر تعقيداً من أن تغيره رواية، وأن الرواية أشبه ما تكون بقطار ينقلنا إلى مكان آخر، ولفت إلى أن الكتابة أكبر من الكاتب، حيث يتعامل الكاتب مع علاقات لغوية لانهائية، لذلك يتطور الكاتب من الأشكال الأدبية الأخرى إلى الرواية.

وقال: لأن هذا العصر عصر مركب، تتداخل فيه السياسة بالاقتصاد والاجتماع مع طغيان رأس المال والجبروت، ولكي نعبر عن كل هذا نحتاج إلى شكل مركب كالرواية، فالرواية تتيح لك أن تفعل كل ذلك، وهي سلاح من لا سلاح له، تحاول أن تغير قدر الإمكان وتضيف لتجربة المرء تجارب أخرى، وهي تساعد القارئ على فهم مهمة هذا العالم المعقد.

ومن جانبه، بدأ الشاعر بن اوكري حديثة بقصيدة عن السرد القصصي الخيالي، وقال: كل ما نستطيع فعله هو أن نسرد قصة، وأفعالنا هي أحلام، خلف عقولنا هناك واقع يتحرك وكانه الظلمة التي سبقت الخلق. ومن دون القصة فإن هويتنا تتضور جوعاً، ومع القصة نحرر أنفسنا من الحماقات التي يرتكبها العنصر البشري، وكل ما نعمله هو قصة.

واشار إلى أن الرواية هي التي تجمع، لكننا بحاجة إلى قوة الشعر كي نستعد لخوض غمار الرواية، نحن جئنا من الشعر والقصة إلى الرواية، والرواية تختزل الأجناس الأدبية الأخرى بدون فواصل. ولفت إلى أن الرواية في القرن التاسع عشر مثلاً، تختلف عنها في القرن العشرين، ورواية هذا العصر ليست مناسبة لأحفادنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى