الإتجار بالأعضاء البشرية … مريم فريد الجعفري
حماية جسم الإنسان والحرص على سلامته من المبادئالأساسية التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية فالمولى عز وجل جعل للإنسان منزلة ورفعه فنفخ فيه من روحه سبحانه وتعالى ووهبه العقل ليتميزالإنسان عن سائر خلقة لقوله تعالى:( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَفَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، فجرائم الاتجار بالأشخاص تعتبر من أخطر الجرائم التي تخترق حقوق الإنسان وتمس كرامته وتشكل خطر على حياته، وجريمة الاتجار بالأشخاص: هي عملية تتم بغرض بيع أو شراء أو خطف أشخاص سواء كانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً واستغلالهم بالقيام بأعمال من غير رغبتهم في ظروف غير إنسانية. فالمجتمعات الجاهلية في القدم مارست الاتجار بالبشر قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الإسلام وقام بتحريم بيع البشر وناهض التجارة به فالإسلام حرص على كرامة الإنسان وأدميتهفكرمت التعاليم الإسلامية الروح والجسد فلا يجوز أن يتصرف الإنسان في جسده تصرف يؤدي إلى إهلاكه أو إتلافه أو أن يلحق به ضرر وتفق علماء الإسلام على أنه لا يجوز للإنسان أن يقوم ببيع عضو من أعضائه “أي كان هذا العضو”،
فترتقي المملكة بارتقاء الإنسان فالمملكة العربية السعودية تؤمن بأن الإنسان هو القضية والحل فقامت بجهود جبارة أشاد بها العالم ليتم منع أي سلوك يؤدي إلى الاتجار بالأشخاص فمن أهم محاور رؤية 2030 هي الاهتمام بمكافحة الاتجار بالأشخاص فلا يمكن القبول بها أو التستر عليها فهتمت بها اهتماماً خاصاً، ففي حال تم ارتكاب الجريمة ضد الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة فتقوم المملكة هنا بتشديد العقوبات على مرتكبيها وتجريم كل صور الاتجار بالأشخاص بغض النظر عن الوسيلة التي تم استخدامها في استغلالهم وهذا القانون لا يعتد برضى الضحية.