منبر

الإعلام … بين شرف المهنة وهوس الشهرة … ماجدة محمد – الأحساء

 

الإعلام .. كما قيل أداة فاعلة لتحصين المجتمع ، كما أنه يعزز السلوك الإيجابي من خلال انتهاج الطرق الصحيحة في الاستخدامات المتنوعة لها ؛ يبقى الخيار لصاحب القلم وصانع المحتوى فإما أن يستخدمها لأهداف نبيلة، وإما لأهداف تجارية ، وإما لأهداف دون المستوى المأمول من صناع المحتوى كمؤثرين في الساحة الإعلامية !

هذا الأمر يقودنا إلى أفاق واسعة من التأملات الحاضرة ، لنقارن بين الأمس واليوم في لحظة ، اليوم ليس كما كان بالأمس !

الظهور الإعلامي في الأمس القريب، كان يمر بكثير من التحديات خاصةً عندما كانت تستخدم وسائلها التقليدية بهدف التأثير على المجتمع، وهذا بدوره أدى إلى ظهور العديد من الإبتكارات في مجال الإتصال و الإعلام ، لتقديم حلول مناسبة تتماشى مع متطلبات العصر الحديث ، أما بالنسبة للشخصية الإعلامية كان يظهر فيها ” القوة الناعمة في التأثير الجماهيري ” ، هذه القدرات صنعت تاريخ هذه الشخصيات الإعلامية ، و التي لازال بتأثيرها حاضرًا معنا إلى اليوم.

“قوة التأثير كان في اظهار الثقة و الجرأة لدى الإعلامي المؤثر ، و الاستعداد لتقبل الانتقادات “البناءة ” بهدف التطوير سبب لاستمرارها لصناعة القدوات لأجيال …واعدة ، و الظهور بمفهومه البسيط يعني إبراز القدرات و المواهب الحية بهدف التأثير على الأخر ، وإن تعددت الأهداف كتغيير معتقدات سائدة حول أفكار مغلوطة، أو تهذيب الذات باعتناق ما يناسبها من القيم الاجتماعية و الروحية و غيرها ، لتصبح أصحاب وعي عالي ، وعلى قدر كبير من الثقافة والمعرفة ، وأيضًا ادريب الذات على انتهاج أكثر الطرق فاعلية للتغيير ، والناس فيها مذاهب ، ولكل منهم طريقته في التعلم و التزود بما يلزم من لخلق تناغم بين المجتمعات المختلفة ، تصبح أكثر تحضرًا و ترابطًا فيما بينهما ، و مع قوة وسائل الاتصال الحديثة ، تصل الرسالة مباشرة و سريعة وهنا يصبح الفرد داخل هذه المجتمعات أكثر إيجابية و قوة .. “ذاتيًا و اجتماعيًا” .

ما نشاهده اليوم فاق حدود التوقعات ، مما يجعلنا نقف أمام تحدي أخر لا يمكن إنكاره ، فالألقاب اللامعة – إعلاميون و مؤثرون – جعل بعض المتسلقين باسم الإعلام أن يعتلوا هذه المنصات و ينتسبون إليها دون قراءة واقعية لمعايير الإعلام و التأثير ، الإعلامي المؤثر يدرك مدى أهمية هذا الأمر ، بل يجعله أمام مسؤولية كبيرة لتحمل هذه الأمانة ، لكن ما نراه عكس ذلك تمامًا من بعض ” المشاهير ” ، فحب الظهور اللافت جعلنا نقف متسائلين هل هناك ( نقصًا ما ) يقود البعض إلى الساحة الإعلامية و إظهار ما لا يجب إظهاره ؟ مما يجعلهم يصابون بداء ” هوس الشهرة “، إلاّ أن صفاتهم تكتشفها في خلال خمس دقائق!
و تنتهي التوقعات في ثوانٍ
لو قلنا من حيث الثقافة الاجتماعية فهم قلّة ، ولو ذكرنا من حيث قياس قيمتهم الذاتيّة فهم فقدوا جوانب كثيرة باعتقادهم المال يصنع الانسان لا العكس !! ، الشغف تحول إلى هوس ملحوظ إذ يسلط الضوء على النفس أكثر من نفع الأخر بأي شيء ! ، النقص والسذاجة أهم ما يمزهم، و غالبًا يعوضون نقصهم من خلال إعجابات متابعيهم ، وهم فيها سواء يعوض بعضهم بعضًا مع الكثير من الثقوب ، و ابتلينا بهؤلاء .. حتى بدأنا نهجر مواقع التواصل الاجتماعي ونكتفي بما يلزمنا في الوقت الراهن!

إلى متى ستبقى الساحة لهم؟

إن ” الشهرة الحقيقية ” تجد طريقها لمن لا يسعى إليها، لمن أوجد للنجاح والتميز معنى حقيقي يستحق أن يشاهده العالم مرارًا وتكرارًا، إنجازاتهم تتحدث، ونجاحاتهم تتوالى وكل هذا بفعل تأثير ” القوة الناعمة ” في الإعلام الرقمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى