اللياقة النفسية … عائشة بنت فهد العتيبي.
استيقظت فجرا على صوت الهاتف واذا بصديقتي تتحدث بصوت يرجف، وآهات تكاد تخفي كل القدرات الكلامية والببان الذي كانت تتميز به، لقد كنت استمع لنبض قلبها وكأني اتوسده، قالت بصوت منهك صديقتي فلانة مصابة بكورونا وانا كنت قد التقيت بها قبل يومين ..ماذا افعل،؟! بادرتها بسؤالي هل تشتكين الآن من اعراض تشير إلى إصابتك؟ قالت لا قلت لها كلنا في- الهوا سوا- ياعزيزتي وانا خالطتك اذا علينا الاعتزال رحمة بمن حولنا حتى نتقصى الحقائق جيدا وندرك ماذا علينا ان نفعل، عليك الآن ان تتوضئي وتصلي ركعتين وتسألي الله السلامة والسكينة والثبات وغدا يقضي الله امرا كان مفعولا اغلقت هاتفي واكملت نومي ؛ لكنها لم تنم ولم تتوضأ او تصلي، عاودت الاتصال بعد عشر دقائق، لم تكن قادرة على تمالك نفسها فبكت كثيرا حتى انهارت قواها تماما ..المؤلم في الأمر أنها دخلت في مرحلة من عدم الثبات والتركيز وفقدت التفكير المنطقي تماما ومن شدة ماتجد غشيها النعاس أمنة من الله لها، فنامت وفي صباح اليوم التالي تستقبل رسالة من ذات الصاحبة ان ماكان ليلة البارحة ماهو الا مجرد مزحة او بمعنى ادق مقلب.. هاتفتني صباحا لتخبرني بأن الامر كان مزحة ،وتصف حالها بأنها مذبذبة التفكير وتفقد التركيز ولم تعد تعلم ان كان الموقف الجديد مقلب ايضا ام حقيقة.. إلى هنا وانتهت حكايتها ولكن بقيت تداعياتها.. لذا نحتاج في مثل هذا الموقف الذي لم استطع تمريره وتجاوزه او تجاهله، إلى تحليل تلك التداعيات، واتساءل كم من شخص في مجتمعنا واسرنا يفتقر لأبسط مقومات اللياقة النفسية عند الازمات،؟ وماذا عن بعض الارواح الشريرة التي تقتات على نفسيات وامزجة الآخرين، ؟! انها كارثة اجتماعية وقوع ضحايا لتصرفات غير مسئولة من بعض الناس،.. إن جائحة كورونا هزت كيان العالم على جميع الاصعدة وبثت الرعب والخوف في النفوس واصبح الناس متفاوتين في التعامل معه، لكن علينا ان نوجه رسالة غاية في الاهمية لمن يتلذذون بنشر الرعب بين الناس من خلال التسابق في عرض الاحصائيات وحالات الوفيات والاخبار المفزعة في وسائل التواصل الاجتماعي متجاهلين ان هناك فئة من الناس لاتملك القدرة على ادارة مشاعرها بحكمة ، قليل من الرحمة بقلوب هؤلاء وانقاذا للكيان المناعي لهم، وحياة آمنة بلا خوف ولافزع . ،والرسالة الاهم لمن هم مبتلون بمثل هذا بالتوكل على الله وطلب العون والثبات منه والتدريب على كسب مهارات اللياقة النفسية لمواجهة الازمات، كفى الله المؤمنين الشرور ورفع الوباء والبلاء عن بلاد المسلمين