اليوم الوطني في عيون ابناءه .. د. نافل بن غازي العتيبي *
اليوم الوطني يوم مجيد استطاع فيه ذلك القائد الفذ المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود توحيد الصفوف ولم الشمل بين جميع الأطياف المتناحرة في وقت عصيب تمر به الأمة الإسلامية والعربية عندما كانت الدول الاستعمارية تقوم باقتسام الدول العربية التي استطاعت احتلالها بعد سقوط دولة الخلافة العثمانية (الرجل المريض) واخراج بلاده شبه الجزيرة العربية من استعمار القوى العظمى بذكائه، كما كان له الفضل في جلب الشركات الصناعية التي كانت تنقب عن البترول رغم اعتراض البعض من المنغلقين فكرياً على فكرة جلب أولئك الموظفين الذين ليسوا بمسلمين، ولكن النظرة الثاقبة للملك عبدالعزيز ولحنكته ولعلمه بأهمية الاقتصاد لنهوض الأمم كون المال أول طريق لاحترام الدول كما يذكر (نابليون بونابارت)استطاع التمهيد لشركة أرامكو والتي مولت الدولة بأموال ساعدتها على حفظ الأمن والنهوض بالتعليم والعناية بصحة المواطنين ولا شك أنها من أهم المقومات لأي أمة تريد النهوض؛ فالمال لبن الام للسياسة كما ذكر جيسي إنبرا عضو مجلس الشيوخ الامريكي وحاكم ولاية فلوريدا الأسبق.
ويرى كثير من المختصين بالتاريخ الحديث أنه لولا الله واستقرار المملكة العربية السعودية اقتصاديا وأمنياً في ذلك الوقت لعانت الكثير من الدول
وبالأخص الإسلامية والعربية على حد سواء، ولكن كما يقال(لكل زمن دولة ورجال) فالملك عبد العزيز من أعظم قادة العصر الحديث الذي استطاع أن يخرج بأمته من نفق مظلم ومستقبل حالك بفضل عبقريته الفذة وبعد نظره يرحمه الله، عندما كانت الدول الاستعمارية تقوم باحتلال الكثير من الدول العربية والاسلامية.
وفي ظل عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسيدي ولي العهد الأمير محمدبن سلمان يحفظهما الله قفزت المملكة قفزات هائلة لم يسبق لها مثيل في كثيراً من المجالات حتى أصبحت تضاهي الدول الكبرى؛ كل ذلك بفضل الجهود الجبارة التي قام بها سيدي ولي العهد من محاربة الفساد وتنويع مصادر الدخل بما يتوازى مع تطورات هذا العصر، وكان لرؤية2030 التي تبناها ولي العهد الدور الكبير في تلك القفزات؛ لما تحمل في طياتها من افكار جريئة وابداعية اتى بها قائد نهضتنا ومجدنا سيدي ولي العهد يحفظة الله، والتي تتماشى مع هذا العصر عصر مابعد الحداثة والذي يعني الانفتاح والتعاون بين الدول، حفظ لنا وطننا وولاة امرنا جميعاً.
*خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول