بريق الروح ووأد البوح ترى هل ندفن الأحياء ؟ … مها النصار
الإنسان يعشق الجمال ،والجمال يكمن في الطبيعة ،والطبيعة تعني الحياة ،فكل شيء طبيعي هو جميل ، وعلى النقيض تماما هناك الجمود وهو أمر لا تستسيغه النفس البشرية، بل وتنفر منه، لأنه يعني الموت والفناء، وبين الحياة والموت ،أتساءل دوما كيف تعيش المشاعر ؟؟!!
للأسف البعض منا تفنن في هجر مشاعره الطبيعية العفوية ، بل وكبتها إلى حد وأد *الشعور منذ ولادته، ولماذا يجد البعض* في التعبير عن مشاعره نقص وخلل وعيب !والبعض الآخر*يجد في البوح ضعف وذل فيكابر ويهمشه*. هذه النظرة القاصرة ولدت المعاناة *النفسية والاختلالات العقلية* لدى البعض وأودت بهم إلى الضياع والهلاك ، وما السجون و المصحات العقلية إلا ضريبة لهذه النظرة القاصرة* .
إن هذه القسوة في كبت المشاعر *جعلت القلوب تشيخ مبكرا والخطر الأكبر عليها هو ضغط النفس ولجمها ، فتكاثرت الأنفس المضطربة بيننا ، التي تأن من الألم ، وتشعر بالفقد ،و تبحث عن العلاج، وتجاهلت أنها بيديها حفرت مقبرة مشاعرها، وظلمت نفسها، فوأد الشعور ظلم ، ظلم لإنسانية البشر.
هؤلاء تناسوا أن المشاعر هي بريق الأرواح ، وهي تحيا بالتدفق ،وتكتمل بالتهذيب ،وتؤتى ثمارها * بالتوازن ، وتجاهلوا أن الكبت والتقييد يحدث عوقاً وانحرافاً في إنسانية الانسان*.
أما يعلم هؤلاء أن المشاعر قائد يقود حياتنا فنحن نتوجه بأمره ،وأن المشاعر ضيف علينا استقباله وحسن ضيافته ، أما يعلم هؤلاء أن المشاعر خلق من خلق الله ، أوجدها الله في اللوح المحفوظ فهي من أقدار الله وعلينا الرضا والتسليم .
فأسعد نفسك وهيء قلبك لتعيشها ، وعقلك للتعامل معها ،عبر الاسترسال والتكيف والانسجام ، حتى نصل معًا إلى السكينة التي تهفو إليها أفئدتنا .
فأطلق عنان المشاعر في ميدانها الحقيقي ولكن تحكم بمسارها ،فالمشاعر في السياق كالخيل في السباق ،وعسافها أنت ،ومهمتك ترويضها ، لا وأدها ولا كبتها ولاقهرها ، دعها فإنها مأمورة وأقدارنا مكتوبة فلنعش بهدوء .