خيانة الأمانة … فداء عبد الله أحمد العمير.
جريمة خيانة الأمانة تعد من الجرائم المستقلة بذاتها وذلك نتيجة تشابك وتعقد المصالح والمعاملات بين الناس في ظل تدني الوازع الديني والأخلاقي من خلال اعتداء شخص على ملكية شخص أخر وانتهاك حقوقه عن طريق خيانة الثقة التي أودعت فيه. فأن عدم إلمام كثير من الناس بمعنى خيانة الأمانة يجعل الكثير منهم يقعون فيها فينتهكون حقوق الناس بغير رادع في ظل إيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وغياب الوازع الديني والأخلاقي، فخيانة الأمانة تتعدد صورها وأشكالها فهي تمتد لتشمل استخدام الشي المؤتمن عليه بغير الهدف منه لخدمة أغراض معينة، لقوله تعالى: (إِنَّاللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، فكان تجريم ولي الأمر لخيانة الأمانة أمراً له أهمية بالغة وذلك خوف من انقطاع المنافع والمصالح للمجتمع نتيجة فقدان الثقة بين الناس وانتشار الفساد المالي بينهم مما يترتب عليه حبس الناس لأموالها خوفاً عليها من الضياع فهذا يأدي الى انقطاع المعروف وانتشار الحقد بين أفراد المجتمع ، فخيانة الأمانة بشكل عام تنتج عن تصرف الشخص فيما ليس له من مال أو غيره وهو قد أؤتمن عليه فخيانة الأمانة في النظام السعودي لم يرد تعريف لها أو وصف لحالتها بشكل مباشر في الأنظمة السعودية الجنائية ولكن وردت عدت عقوبات عليها في نظام المحكمة التجارية بالمملكة ، وتتقاطع جريمة خيانة الأمانة بصورة كبيرة مع جرائم أخرى كالرشوة والاختلاس وغيرهما ألا أن خيانة الأمانة تعبير عن الإخلالبالثقة المفترضة فالفرد على أي أمر أؤتمن عليه فهي توصيف دقيق عن سوء الأخلاق وسقوطها وتأكل اليد الأمينة بتحولها ليد معتدية خائنة لتشكل أرضية خصبة لمختلف الجرائم المرتبطة بها كالرشوة والاختلاس وغيرهما من مسارب الفساد .