رؤى وآمال..لتطوير الأواسط القديمه للمدن … محمد عبدالعزيز الصفيان
يواجة خبراء التخطيط والتصميم العمراني والمصممين ومدراء المشاريع بعض التحديات بايجاد الحلول الأمثل من اجل تطوير و وتحسين المدن وتنفيذ مخرجاتها بصورة عملية ومجدية وخاصة مناطق اواسط المدن والاحياء القديمة.
والمألوف عادة ان تتم التصاميم من خلال اتباع الأساليب التقليدية القديمة كونها مألوفة وسهلة التنفيذ بالطرق التقليدية…
فنجد ان تنفيذ وتحسين مشاريع المدن القديمة وطرقها، يغلب عليها التوسعة والاصلاح بالهدم والتعديل واستعمال الحواجز والارصفة للتحكم بالحركة.. وعادة في مع مثل تلك الأساليب والمنهجية تكون المخرجات فيها مع بعض التعقيدات في الامور تنتهي معها تلك المشاريع من دون تعظيم استفادة وتكون الاستفادة رمزية وغير مجدية ومكلفة.
ولكي نحقق افضل الممارسات التي تتطلب فهماً حقيقاً لواقع وتحديات مثل هذه المناطق ، توجب الإلتفات لأمور عدة مهمة واذكر البعض منها :
اولا:
لا بد للمصممين ومطوري المدن.. إادراك ان شوارع و أزقة الاحياء القديمة والتاريخية، صممت سابقاً لخدمة التنقل عن طريق المشي الراجل او الراكب او عربات الدواب، لذا أرى بأنه يجب ان نحافظ على هذه الشوارع او الازقة كما هي و يتم تطبيع وسائل نقل التقنية الحديثة المناسبة لازقة وسكك وشوارع المدن والاحياء القديمة بدلا من هدمها وتوسعتها وتعقيدها…
فمثلا كانت عربات الخيول والحمير تطوف تلك الازقة ..لنقل الارزاق والبضائع)
لربما نستبدل وسائل النقل تلك، بالدراجات الهوائية ، مثل ( دراجة ٣- عجلات مطورة) او عربات كهربائية او القاطرات الصغيرة الآمنة.. والمصممة لتتناسب مع حركة الناس و الارزاق أو البضائع… ( كوسيلة للنقل بدون إقحام هذه الازقة بالسيارات واعاقة الحركة فيها وتقليل جاذبيتها الخاصة).
وجعل هذه الحواري تعج بالمشاة والمرح .. والبساطة ،، وباستخدام احدث التقنيات لتأمين وسائل الراحة والامان…
ومؤكد ان لتحقيق هذا الجانب يتطلب معه امران مرتبطان بذلك ارتباطاً سنخياً ، الا وهما :
– ايجاد بؤر مواقف عامة او خاصة متعددة الادوار وبمواقع مشي موزعة على جغرافية منطقة التطوير بحيث لاتتجاوز مدة المشي ٥-٧ دقائق من اي موقع نشاط واستخدام بالمنطقة و تستوعب اعداد المواقف للمستخدمين والزوار
– ان توضع تشريعات خاصة بالمنطقة توفر المرونة في تغيير استخداماتها الاصلية والمحدودة وتفتح افق الجذب لرواد الأعمال وصغار المشتثمرين والمستخدمين من فئة الشباب وهم اصحاب الإبداع والشراكة الحقيقية لتحقيق مثل هذه المعادة التخطيطية الاقتصادية لحاجتهم لاماكن مركزية وبأسعار جاذبة فيتحقق مع ذلك اهداف الاجيال الشابة و اداريو المدينة معاً وبصورة تكاملية
لذا أرى علينا تغيير مسار تفكيرنا حينما نود ان نخطط لاصلاح الاواسط القديمه للمدن وتقديم الحلول لتحسين بيئة الحياة والازدحام المروري، وهنا أرى بان تكون هناك عدد من المعايير التي ستساهم في تطوير الأحياء او الاماكن القديمه ومنها..
المحافظة على الطابع القديم والإرث التاريخي القديم وتحسينه مع المحافظة على الأماكن التراثية الجذابة من خلال اعادة احيائها بالاستراتيجية التي بيناها آنفا و دمج ذلك مع
استخدام وسائل التقنية الحديثة لتعزيز تأصيل و المحافظة على طابع الحياة الاجتماعية المحلية .
ثانيا:
في حالة فك الازدحام المروري، يمكن استعمال الحلول الذكية مثل جعل حركة الشارع او الطريق مفتوحة باتجاه الزحمة في وقت الذروه ( في الصباح حيث يكون اتجاه الطريق شرقا مثلاً وفي المساء بعد خروج الدوام يكون غربا)
او استعمال ثلاث مسارات من اربعة محاور في جهة الذروه في الصباح.. وتتغير عكس ذلك في المساء)
مع استخدام التقنية الحديثة والاشارات الالكترونية
مع تحديث آني للخريطة الرقمية مثل قوقول وابل او توم توم.
ومن الممكن ازالة عوازل الطرق الوسطى ( الجزيرة) وجعلها جزء من الطريق كمسار اضافي للطريق ، كاحد الحلول الذكية ويمكن استعمالها كمسار اضافي باتجاه الزحمة..
ايضاً استخدام الاشارات الذكية وعلامات البعد الثلاثي.. بديل لمستخدمي الطريق..
هذا بالاضافة الى التخطيط المستقبلي لطرق ومداخل المدينة بهذه الطريقة .
⁃ كما يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار التطور التقني ووسائل النقل مثل ( الترام الكهربائي) الذي يستخدم الطرق العادية للتنقل داخل المدينة.
⁃ كما أرى الأخذ بعين الاعتبار بوسائل التنقل ذاتية القيادة للسيارات والحافلات (بدون سائق) .ووضع المتطلبات لهذه التقنيات كجزء من نقاط التصاميم للطرق القادمة.
⁃ تحسين التغطية لاتصالات الجيل الخامس (او الاحدث) في مدن الشرقية من أجل الاستخدام الاقصى لهذه التقنيات من تحسين وتنظيم حركة السير والتنقل وادارة مواقف السيارات وجدولة الحافلات والنقل العام.
كذلك استخدام التقنية الحديثة للتحكم باشارات المرور والدراجات والمشاة ، والإستفاده من هذه التقنيات من أجل تحقيق الإنسيابية وتقليل اوقات الانتظار ..
كما أرى ضبط التحديث الآني لجميع الخدمات في الخرائط الرقمية ( مثل قوقل)وغيرها …
وهنا ايضاً يجب أن نراعي تحسين المشهد الحضري ومخرجات الأنسنة من ترصيف وتشجير وعلامات تبويب وتوجيه في جعل جميع الطرق لتكون جاذبة للمشاة والدراجين من اهل المنطقة او زائريها ، لتحسين البيئة والصحة
ثالثا:
لاشك بأن غالبية المدن القديمه قد تم تخطيطها بطرق قد تكون تقليديه ويوجد في بعضها الاماكن العشوائيه التي تعتبر تحدي لعملية التطوير أو إعادة التخطيط بالإزاله واعادة تخطيطها مرة أخرى كما هو الحاصل في كثير من المناطق التي أعيد تخطيطها وتطويرها بالكامل مع مراعاة الهندسه المروريه في الأعمال المروريه ولنا بذلك الكثير والكثير من الأحياء في أواسط المدن التي تم ازالتها وإعادة تخطيطها وتطويرها تطويراً ينسجم مع برامج جودة الحياه وتوفير كافة عناصر الأنسنه سواء بالمنطقه الشرقيه أو غيرها في جميع مدن المملكه
إن التخطيط العمراني السليم المسبق لجميع المدن هو الذي يسهم بشكل كبير في عمليات التنميه وجعلها مستدامه وخاصة أواسط المدن وبالعكس من ذلك فإن التخطيط التقليدي هو الذي يخلق التحديات وهدر الأموال على المدى المتوسط والبعيد مع الأخذ بعين الإعتبار عرض الطرق.
تحديات كبيره يواجهها المصممين في هذا الشأن رغم إجتيازها في العديد من المدن القديمه والتي تم تطويرها بالكامل كما أن زيادة حركة التنميه والسكان يشكلان ضغط كبير على الخدمات فالنظره المستقبليه للتخطيط أمر مهم مع التخطيط المسبق لتنامي أعداد السكان والحركه العمرانيه على المدى البعيد حتى تصبح هذه المدن نموذجيه مع مراعاة إكتمال كافة الخدمات في اي منطقه قبل البدء في التنميه العمرانيه والتخطيط السليم من حيث الأعمال المروريه حتى لايكون هناك هدر في الاموال من حيث إعادة بعض الخدمات الأساسيه نتيجة عدم وجود مشاريع للصرف الصحي أو تصريف مياه الأمطار
كلمة حق إن مانشاهده من أعمال تطويريه للمدن القديمه لهو يبعث بالفخر ومعالجة أخطاء قديمه وخاصة العشوائيات والتي تشكل هاجساً في أعمال التطوير من حيث الإزاله والميزانيات الضخمه التي تصرف لها
وكنا نأمل لو تم مراعاة ذلك منذ البدايات لأصبحت جميع المناطق نموذجيه ولا احتاجت الى هذه الميزانيات الضخمه في أعمال الازاله والهدم وغيرها من أعمال كثيره كان بالإمكان معالجتها مع بدايات التخطيط وتوفير هذه الميزانيات والاستفادة منها في مشاريع تنمويه أخرى ولكن كلنا نعي ان المدن خلال العقود والقرون من اعمارها احيانا تنمو بشكل طبيعي باتجاهات خلاف ما يرسم لها و يكون التقويم المستمر واعادة التوجيه هما القرين الملازم لبقائها تفاعلية وجاذبة لمستخدميها لها و يكون التقويم المستمر واعادة التوجيه هما القرين الملازم لبقائها تفاعلية وجاذبة لمستخدميها