عبدالله الشريف ،، هل مات؟! خالد الحسيني*
•لم أجد الحاح ودافع عجيب لقراءة كتاب مثل ما وجدته بعد أن بدأت قراءة كتاب الزميل الصديق عبدالله الشريف
“صعاليك صاحبة الجلالة” نهاية الأسبوع الماضي،، فقد أخذتني القصص والمواقف والحياة البائسة المريرة التي عاشها منذ يومه الأول في الحياة في تبوك وشقاء والده العسكري وبؤس والدته التي وجدت نفسها في أوضاع معيشية في غاية القسوة وابن بدأ شقيًا يثير ويبحث عن المشاكل أين ما كانت لقد كشف عبدالله عن راوية نجح في تسجيل أحداث حياته بأسلوبه الساخر ودون تفاصيل لحياة قاسية غير عادية كما عاشها لسنوات طويلة لم تعطيه أي أمل أو بصيص نور،، ولم تكن حياته في شبابه وبحثه عن أوضاع أفضل إلا صورة أخرى أكثر قسوة بل بدأت بمواقف اكتنفها الموت من كل جانب، وكان يخرج من سجن لطرق ملغومة، وواقع عاش تفاصيله المرعبة أشهر خلال اقتحام العراق للكويت ومشاهداته للجثث والموت وأحكام الإعدامات والتنقل في مكان احتلته مجموعة كان القتل والتدمير هو اللغة الغالبة.. نجح عبدالله عيسى العبدلي في أن يجعل القارئ يشعر وكأنه يشاركه الأحداث في تبوك وحيزان وحقل وأبها مع أم قدمت تضحيات غير عادية وأب يعمل في الجيش يتطلب أن يتغيب عن أسرته وهي تنتظر اعلان مقتله أو استشهاده. وابن لم يقبل بواقعه وأضاف
لضائقة أسرته شغفه للمشاكل وايذاء من حوله وكأنه استمرأ حياة القسوة واستقر في نفسه أن التصالح لا وجود له في حياته،، سخر الله للسجين الذي استطاع الهروب من سجنه في العراق حاملًا قيده الحديدي أسرة أوته وهيأت له التنقل المحفوف بالفضيحة إلى الأردن حتى عودته لبلاده يحمل أكثر من جنسية لا يملك إلا ثوبه وغطاء رأسه، لكن عبدالله لوجود الصحفي في كل حياته تغلب على كل هذه المرارة وقطع مشوارًا بدأه من الصفر في العمل في مؤسسة صحفية كويتية في البلاد التي شهدت الغزو من جارها ولم تكن أحواله إلا استمرار لحياة الشقاء، وكأني به قد تعود أن لا يكون للإستقرار مكان في حياته يذهب للقاء القذافي في خيمته ولم يجد إلا أن يسأله عن لوكوربي الأمر الذي أعاده محمولاً من أمن الرئيس. إلى مصير مجهول لولا لطف الله.
ختم الشريف قصته المحفوفة بالموت بأعمال صحفية التقى خلالها بالملك سلمان والأمير سلطان والأمير نايف وأعمالًا صحفية تخللتها مواقف أكثر إثارة،، وتحدث عن تجارب له في العديد من الصحف الوطنية وبحثه عن لقمة العيش عبر محلات الشاورما والطعمية، وما وجده من مواقف من بعض المحسوبين على الصحافة.،،.
اختم بسؤال استوحيته من قراءة كتابه الذي اختار له مجموعة من الصور لبعض مواقفه واعتزازه بكل ما وجده خلال مشواره وانتمائه لأم وأب بقي له منهما دورهم الكبير في حياته.،،. وأسأل هل مات عبدالله الشريف الأصلي والموجود بيننا توأمه أو شبيهًا له،،؟!
* تربوي واعلامي
kh7199@hotmail.com
٧ رجب ١٤٤٢ هـ / 19 فبراير 2021 /