على قارعة الشانزليزيه! …. سامية الشولي
على الضفة الشمالية من نهر السين يقع قصر اللوفر والذي تم تحويله لمتحف عام ١٧٩٣م، ثم ميدان الكونكورد الذي يتميز بوجود مسلة كيلوباترا المصرية، و منه أيضاً يبدأ شارع الشانزليزيه والذي يمتد لينتهي من ناحيته الغربية بقوس النصر المستوحى من قوس تيتوس في روما…
على قارعة شارع الشانزليزيه استوقفتني فتاة عربية وبدى لي أنها لم تعرف أنني عربية مثلها.. دارت بيننا هذه المحادثة باللغة الفرنسية:
Bonjour
صباح الخير
Salut, Bonjour
أهلاً وسهلاً، صباح الخير
Vous pouvez nous prendre en photo, s’il vous plait?
كرماً هل بالإمكان التقاط صورة لنا؟
Pour sûr
بكل تأكيد
أمسكت الفتاة يد زوجها واقتربت منه…فإذا به يدفعها ويترك يدها…يبدو أنها لم تستوعب الصدمة لتمسك بيد زوجها مرة أخرى وتقترب منه ليقوم هو مرة أخرى بدفعها ويجعل بينه وبينها مسافة ويقول لها: خليك رسمية ولا تتميليحين!!
كان واقع الصدمة كبيرة على وجهها لتخطو خطوتين للوراء…
وإذا به يقول لي: كيف حالك يا دكتورة؟
قلت له: وما أدراك أنني دكتورة؟
قال: أنتِ فلانة وعملنا سوياً بقسم الباطنية
قلت له: هل هي زوجتك؟
قال: نعم
قلت له: ولماذا دفعتها بكل قوتك؟
قال: احراج أن تُمسك بيدي أمام من نعرف
قلت له: ما أجمل أن نتعامل بلطف ونعبر عن حبنا لمن نحب أمام من نعرف ومن لا نعرف..
فإذا بفتاة بدينة شقراء تمر من جانبنا وتقول: صباح الخير….
ابتسم في وجهها وقام بتقديمها وقال: هذه الجميلة اسمها باسكيلان وهي طبيبة بالمستشفى الذي يتدرب فيه بباريس.
نظرت إلى زوجته المسكينة التي أخذتها خطواتها للناحية الشرقية من شارع الشانزليزيه باتجاه ساحة الكونكورد…
تساءلت بنفسي لماذا نخجل بمن يعنون لنا ونفخر بمن لا ينتمون لنا؟.. لماذا يعرفنا على باسكيلان ولم يعرفني على زوجته ؟ لماذا نحب من لا يحبونا؟ ولا نحب من يحبونا؟ لماذا نعشق من لا يعشقونا؟ ولا نعشق من يعشقونا؟ لماذا نكسر أجمل لحظات حياتنا بتصرفات ساذجة سخيفة؟
أي سلام داخلي يريد منها أن تنعم فيه وأي سلام خارجي يريد منها أن تمنحه إياه وهو يعاملها بكل جفاء؟ فلا سلام بلا حب ولا حب بلا سلام..
لكل رجال العالم..
لا تخجلوا أن تعبروا عن حبكم لمن تحبون أمام العالم وبصوت عالي ولو كان عاراً أو عيباً لما عرفنا أن عائشة رضي الله عنها هي أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم على قلبه.. وهو أكرم وأعظم انسان عرفه التاريخ ..
فإذا به يقاطع أفكاري ويقول: توصيني على شيء يا دكتورة؟
قلت له: نعم.. أن تقرأ مقالي الجديد واسمه على قارعة الشانزليزيه!
@STShouli