قفزة التطهير … ابتسام فهد الحيان *
من نعم البارئ جل وعلا، أن قسّم لنا مواسم زمنية دينية تلهم الإنسان ليتبصر في أعماله العبادية ويحّسن من أدائها .
ولعلنا على مشارف النور لشهر البركات والرحمات (شهر رمضان المبارك) فلقد انبثقت رائحة رمضان من بين الشهور بعبير الطهارة .
وهرع الناس إلى تفقد حاجاتهم المادية ولا ضير في ذلك ،إلا أن البعض فطن إلى الجانب المادي وغفل عن تغذية الجانب المعنوي.
ويبقى السؤال..
كيف سيكون رمضانك هذا العام ؟
جملة قد تعيد فيها ترتيب احتياجاتك الروحية في العلاقة مع الله ثم الخلق ،فعبادانتا ومعاملاتنا تعتريها القصور والتناسي والخطأ .
لذا يطل علينا هذا الموسم العظيم بفضيل بركاته التي لا تخفى على الجميع ،ايذانا للنفس بإعادة الترقية الذاتية الحقة وهي المنزلة التي يصل إليها الفرد بإلاتزان الروحي
وذلك ضمن إعادة جدولة اليوم والمهام الدينية .
ففي تجرد المسلم من طعامه في نهار رمضان درس رباني عظيم وكذلك استسلام بقية الجوارح طاعة للخالق من كافة مسببات الدنس.
ولو استشعر الفرد هذه القيمة التربوية السنوية في كافة أيامه لتذوق حلاوة التقرب من الله وأصبحت جميع شهوره رمضان .
وأنوه هنا إلى ضياع الرؤية الحقة لدى البعض في الإهتمام بالزاويا الشكلية من التكلف المادي والإسراف في المأكل والمشرب ولقد أوصانا الحبيب المصطفى بأهمية الاعتدال في ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِن بَطْنِه، بِحَسَبِ ابْنِ آدَمَ أَكَلَاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَه، فَإنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فثُلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لشَرَابِه، وثُلُثٌ لنَفَسِه)) [رواه الترمذي].
ولا يغيب عن حديثي أهمية الجمال المكتمل في ما رزقنا الله ولكن دون إغداق سطحي تبعد رسالته عن الهدف الأول من رمضان.
وكذلك أهمية التواصل الاجتماعي وإحياء صلة الرحم بالسؤال عنهم ومساعدة المحتاج .
شهر رمضان بمثابة القمة الحقيقة لطهارة النفس وقد تكون نقطة تحول للروح المتعبة من بعد أشهر من الانصراف بالحياة اليومية ومتطلبات البقاء الإنساني،إلى نفس مطمئنة ذات ثوابت قوية وأهداف سامية
- *fahad.ebt@hotmail.com