كورونا يعيد الحسابات … د.سليمان بن صالح الطفيل
لقد اضحى كورونا قويا إلى درجة فرض سيطرته على دول بأكملها ليجعلها لا تنام ليل نهار من شدته عليها ،.. وإرسال وحداته الكارونية على نطاق واسع ليخطف حياة عشرات بل مئات الأفراد ، ويأسر الآلاف منهم في مراكز العزل ، يصارعهم ويصارعونه ،.. ليختبر قوة مناعتهم وحصانتهم ،.. ثم لا يلبث وينتقل فجأة إلى أماكن ودول قريبة وبعيدة على سطح الكرة الارضية ويختطف ويداهم افراداً بلا هوادة ..!!
ولهذا استطاع أن يعزل أفرادا عن بعضهما البعض ، كما عزل دولاً عن دول أخرى في العالم ، وأصبح كل واحد يعيش العزلة دون أن يترك له الخيار ؛ بل ضيّق عليه عزلته وخنقه في نواحي عديدة من حياته وأجبره على اتباع سلوك جديد في الاستهلاك والإنتاج والنزهة .
وهذا الخناق والحصار الذي فرضه على حياة الناس بلا شك له محاسن ومساويء عديدة ، أبرزها تتمثل في :
المحاسن :
◦ التفكر في مخلوقات الله تعالى وقدرته وحكمته وبديع خلقه ..
◦ إعادة التفكير في طرق جديدة لحياتنا وترك الجمود
◦ الإسراع في استخدام ما توصل له العلم من تجارب وتطبيقات ،
◦ استغلال الفرص التي نتجت عنها على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي او الثقافي ..
المساويء :
◦ فقدان كثير من الناس حياتهم وصحتهم ..
◦ تعطيل الكثير من الاعمال وتأخيرها وإلحاق الضرر بها
◦ انقطاع الافراد عن تواصلهم وتوقف حياتهم الطبيعية
◦ ارتفاع فاتورة العلاج وفاتورة خسائر الأعمال ..
هذه وقفات سريعة مع الفيروس كارونا الذي داهم حياة العالم أجمع وطلب منّا إعادة حساباتنا ومراجعة أعمالنا لنتعلم من الحياة درسًا بل دروسًا في ادارة الأزمات والمواقف الصعبة والمخاطر .. كما نتعلم الصبر والاحتساب وحسن الظن بالله تعالى.