المعمر يرصد السياق الزمني السعودي في كتاب الرؤية وما أدراك ما الرؤية … مها النصار
مساء بعبق مختلف ،كيف لا والحديث عن قادة وشعب يأتلف ، حيث نظمت فعالية من الكيان الثقافي نادي الأحساء الأدبي الذي عودنا على اغتنام الفرص واستثمار كل مجال فيه نفع للوطن ، فبادر في استضافة ضيف كريم للحديث عن كتاب ينبض كنوزا ليرصد سياقات الزمن السعودي تحت عنوان الرؤية وما أدراك ما لرؤية .
كتاب يعد كبسولة اختزل فيها ومضات من تاريخ الدولة السعودية ، فماذا عسانا أن نقول : سوى أنا مقصرين في عدم التدوين الذي غيب جوانب مهمة من تاريخنا الوطني فالكتاب مهم ويزخر بمحتوى تاريخي عميق ويثير كثير من الأسئلة ويرسخ في الوقت ذاته ثقة المواطن بقيادته ، وهي سر الخلطة السعودية التي جعلتها آمنة ومستقرة رغم كل مايحيط بها من معادلات المنطقة المتقلبة والمضطربة ، فالتاريخ يصنعه العظماء .
افتتح الأستاذ محاضرته بكلمة لوالده الشيخ عبدالرحمن المعمر بعنوان الأحساء بين زيارتين وهجر بعد هجرتين جاء فيها مستعرضا قيمة الأحساء وسمات أهلها وعبارتهم المشهورة لكل من يرونه خارج الأحساء يطلبون استضافته : (متى تزورون الحسا؟) مستشهدا ببيتلزهير بن أبي سلمى في قوله :
وفيهم مقامات حسان وجوههم
وأندية يندى بها القول والفعل
ثم استهل المحاضر بالحديث عن الكتاب الذي هو مرآة لصاحبه ومايحمله من فكر ومواطنة ، والذي ما أن تدلف جنباته حتى تكتشف مضمونه القيمي والأخلاقي والاجتماعي والذي يحمل الصبغة السياسية والاقتصادية بأسلوب سهل وجاذب فقد وصفه بأنه ليس دراسة علمية أو بحثا منهجيا إنما هو كتابات وقراءات وتحليلات ورؤى شخصية حول مواضيع وآلآم وآمال وطموحات عاشها وتعايش بها ؛على حد قوله .
في الختام كلمة شكرا لا تناسب حجم الجهد الذي رصد مسيرة تجاوزت الثمانين سنة ليجمعها في كتاب ، نسأل الله أن يبارك في المؤلف و الكتاب وكل من ساهم فيه
والسؤال اليوم : كيف نوظف الكتاب للجيل يما يناسبهم ويلائم ذائقتهم ؟ حتى نرى الإبداع يولد في عقولهم وتتلاقه أيديهم ونراه سلوكا وصورا حية تملأ الإنسانية نورا استكمالا لرؤية الموحد (الإنسان قبل النظام).