التعاطف الوظيفي ،، استثمار من أجل الانجاز … خالد بن عبدالله الملحم
يعد العمل محور الحياة بالنسبة لكل إنسان ، فالإنسانيشعر بقيمة ذاته من خلال مكانته في عمله ، وقدرته على العطاء وتقديم الخدمة للآخرين ، فقد خلق الإنسان للمنح والعطاء والأخذ والتبادل مع الآخرين ، فتبادل المنافع هيسنة الحياة ، وهنا نؤكد على أهمية العمل في حياة الإنسان، ليس ذلك فقط بل كلما كان الفرد راضيا عن عمله أووظيفته كلما كان ذلك أثره في حبه لعمله ودرجة انتماءه له ، ولذلك يسعى كثير من القادة الإداريون إلى رفع مستويات الرضا الوظيفي والانتماء لدى ما يشرفون عليهم في ظل نطاق إشرافهم الوظيفي أو من يخضعون لإدارتهم ، وقد يتصف بعض هؤلاء القادة بما يسمى التعاطف الوظيفيويتخذونه كأسلوب عمل في سياستهم لإدارة فريق العمل أوالموظفين ، وقد أثير الجدل حول هذا المصطلح ” التعاطف الوظيفي “وطرح الكثيرون تساؤلات حوله حيث كيف تتحقق الجدية والالتزام في العمل خاصة الإعمال الملزمة والدقيقة ،، مع تطبيق ما يسمى ” التعاطف الوظيفي ؟! ،، وفى الحقيقة انه من الضروري إن نتفهم ما يتضمنه هذا المصطلح أوالأسلوب من خصائص ومضامين حتى يتسنى لنا فهم أهميته في الإدارة ، فالتعاطف يعد من الركائز الأساسيةالتي يقوم عليها الفهم النفسي الحقيقي السوي للفرد سواء من الجانب المعرفي أو الاجتماعي أو الانفعالي ، وهذا يسهم في فهم أعمق لأعضاء الفريق الذي يعمل معه القائد الادارى ، فمن خلال التعاطف يقوم القائد بتعدي تفكيره بذاته إلى التفكير بالآخرين ، وهذا يعتبر عمل مهارى عميق حيث انك كقائد تغوص فى عمق الشخصيات التي تعمل معهم وتصل إلى مرحلة الفهم الشامل لمكنون أفكارهموأحاسيسهم ورؤيتهم للمستقبل أو المواقف التي قديتعرضون لها في إثناء تأديتهم لأدوارهم، وما أجمل إنتضع نفسك انفعاليا ومعرفيا مكان الآخرين ، هذه الرابطة الوجدانية والمعرفية تتكون من خلال الحب والمودة مع فريق العمل ، وهذا في حد ذاته يحفز على الانتماء الوظيفي ويرفع درجات الرضا الوظيفي ، حيث تؤكد العديد من الكتابات الإدارية الحديثة إن القيادات الإدارية ذوى التعاطف تعد أكثر شعبية وتأثيرا في موظفيها، ويكونوا أكثر قدرة على تفعيل تنفيذ القرارات الإدارية من خلال فرق عملهم لأنهم من خلال تعاطفهم يكونوا قادرين على فهم من حولهم وإدراكاحتياجاتهم وعليه يصبح لديهم أفضل الأساليب لتوجيههم وإرشادهم ، وهذا يسهم بدوره في تطوير فريق العمل ونموه مهنيا ، ، إن القيادة المتعاطفة أصبحت منهجا أداريا حديثا تتطلب من القادة المهارة والمعرفة والخبرة وتوفر السمات الشخصية التي تمنحهم القدرة على استثمار الحالة الوجدانية والمعرفية للموظفين لانجاز العمل بالى مستوى من جودة الأداء والإتقان .