أفتتح أكبر تجمع للمسئولين والمستثمرين تحت عنوان “الاحساء أقتصاد المستقبل” أمير الشرقية: منتدى الأحساء نجح قبل أن يبدأ • ماقدمة معالي الوزراء من مبادرات يأتي بدعم مباشر من القيادة الرشيدة • تنظمه غرفة الأحساء بشراكة استراتيجية مع شركة أرامكو بمشاركة عدد من الوزراء
المنتدى يعرض فرص استثمارية متعددة بقيمة 8 مليار و365 مليون ريال سعودي
الحوار / متابعات
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أن منتدى الأحساء 2023 نجح قبل أن يبدأ، لما تضمنه من مبادرات وفرص ومشاريع نوعيّة، مبينًا أن وقت المبادرة والمشاركة قد آتى وأن الفرصة متاحة والطريق مُمهدة والجهات العامة كافة هي مُيسّرة ومُسهلة للعمل والاستثمار.
وقال سموه في كلمة خلال رعايته افتتاح منتدى الاحساء 2023 ” الجهود التي يبذلها أصحاب المعالي الوزراء لخدمة محافظة الاحساء، والمبادرات التي أعلنوا عنها خلال المنتدى كلها تأتي بدعم من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين “أيدهما الله” وتوجيهاتهم الحكيمة والسديدة لأصحاب المعالي الوزراء”.
ودعا سموه المستثمرين وقطاعات الأعمال من جميع مناطق المملكة، خاصة أهل الأحساء للاستثمار فيها وقال سموه “ هذه المحافظة العزيزة على القلب والغنية بمقوماتها وميزها النسبية وثرواتها ومواردها، وقبل كل ذلك إنسان الأحساء، المبدع والمنتج والذي يعمل بجد وإخلاص” مشيدًا سموه بالمشاركة الواسعة لأصحاب المعالي الوزراء في المنتدى، ومثمنًا دور شركة أرامكو التنموي والمجتمعي الكبير.
وأضاف سمو امير المنطقة الشرقية خلال رعايته منتدى الأحساء 2023 الذي تُنظّمه غرفة الأحساء بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي أرامكو في دورته السادسة، بعنوان “الأحساء.. اقتصاد المستقبل”، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء: “أشعر بسعادة كبيرة لوجودي ومشاركتي في المنتدى وما سمعه وشاهده من كلمات وعروض وتوقيعات لاتفاقيات ومذكرات تفاهم استثمارية وتنمويّة ستعود بالنفع إن شاء الله على هذه المحافظة الغالية على الجميع“ .
وختم سموه كلمته بالشكر لأصحاب المعالي على حضورهم ومشاركتهم في هذا المنتدى والذي يقام في محافظة الأحساء الغالية وعلى كل ما عرضوه من مبادرات وحلول وتيسير لرجال الاعمال والمستفيدين، كما قدم الشكر ايضاً لشريك هذا المنتدى الاستراتيجي شركة أرامكو السعودية الرائدة على كل ما تقدمه للمحافظة وللمنطقة وللمملكة بشكل عام .
واستعرض معالي الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة، في عرضمرئي أهم التطورات في منظومة التجارة وأحدث التشريعات والأنظمة التجارية، مؤكدًا أن المملكة تعيش تحولًا غير مسبوق وليس تطورًا وحسب، مبينًا أن عدد السجلات التجارية في المملكة يبلغ أكثر من مليون و300 ألف سجلًا في عام 2022، حصة المنطقة الشرقية منها 15%، يشكّل نصيب محافظة الأحساء منها 17%.
وأشار معاليه إلى نمو عدد السجلات التجارية في الأحساء بنسبة 30%، مشيرًا إلى ارتفاع معدل امتثال المنشآت التجارية في الأحساء وأن نسبة رضا المستهلك في المحافظة بلغت 87%، مثمنًا الشراكة الاستراتيجية المتميّزة بين الغرفة وشركة أرامكو، مشيدًا بدور وتاريخ أرامكو ومساهماتها التنمويّة والمجتمعيّة الكبيرة.
وأوضح معالي الأستاذ أحمد الخطيب، وزير السياحة أن السياحة تشهد انتعاشًا نوعيًّا كبيرًا في المملكة، مبينًا أن المشاركة المباشرة للقطاع في الناتج المحلي بلغت 3.2% من المستهدف الكلي 10% بحلول عام 2030، موضحًا أن منظومة السياحة في المملكة تسعى للاستفادة من مقومات السياحة الكبيرة في الأحساء، مشيرًا إلى أن عام 2022 كان استثنائيًا لمحافظة الأحساء، حيث تخطى عدد زوارها 2 مليون أنفقوا أكثر من مليار ريال سعودي.
وأكد معاليه أن الأحساء أصبحت وجهة سياحية جاذبة بالفعل، مبينًا القطاع السياحي سيوفر نحو 72 ألف وظيفة جديدة في الأحساء بحلول عام 2030، معلنًا عن تقديم الوزارة لعدد 10 الالاف دورة تدريبية لأبناء وبنات الأحساء وتقديم قروض من صندوق التنمية السياحي لتمويل 15 مشروعًا سياحيًا جديدًا للأحساء، تفوق قيمتها 2000 مليون ريال.
وقال معالي المهندس عبدالرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة إن الناتج المحلي الزراعي في المملكة حقق أعلى نمو في تاريخه،بقيمة بلغت 72.25 مليار ريال، خلال العام 2021، وهو ما يُعد إنجازًا كبيرًا ومهمًا، مبينًا أن معدل النمو في القطاع بلغ 7.8% وأن مساهمة القطاع في الناتج المحلي بلغ 2.3% وأن مساهمة القطاع في الناتج المحلي غير النفطي بلغ 3.6%.
ونوّه معالي المهندس الفضلي بالاستثمارات في مشاريع انتاج المياه ونقلها وتوزيعها المخصصة لمحافظة الأحساء والتي تقدر بـ 500 ألف متر مكعب يوميًا، مبينًا أن نسبة الإنجاز فيها تجاوزت أكثر من 60% وينتظر إكمالها ودخولها الخدمة قبل نهاية العام الحالي.
ومن جهته أكد معالي المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار أن الأهمية الاقتصادية والاستثمارية للأحساء ليست وليدة الحاضر، لأنها في قلب صناعة الطاقة السعودية والعالمية، مبينًا أن شواهد عديدة تؤكد على الفرص الهائلة في الأحساء، مشيرًا إلى أن قطاعات النفط والغاز والنقل واللوجستياتوالسياحة والثقافة والتراث بالإضافة إلى الزراعة تمثل أهم مجالات فرص الاستثمار في الأحساء.
وقال معالي بندر الخريّف وزير الصناعة والثروة المعدنية إن الاستراتيجية الوطنية للصناعة وضعت الأسس اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة والتي حددت 15 ممكنًا صناعيًا في المملكة تم إدراجها ضمن 4 محاور تمكينية وهي بناء وتعزيز سلاسل إمداد بمعايير عالمية، وتنمية بيئة الأعمال الصناعية، وتعزيز التجارة الدولية للمملكة، إضافة إلى تنمية وتعزيز ثقافة الابتكار والمعرفة.
وبيّن معاليه أن محافظة الأحساء تمتلك مزايا نسبية واضحة للإسهام في قطاعات رئيسة كالطاقة، والصناعة، والتعدين، والخدمات اللوجستية، كما أنها تُمثل منطلق مهم لتعزيز قاعدة الأنشطة القائمة تقليدياً مثل الزراعة والتجارة والخدمات، موضحًا أنها تحظى بـ 224 رخصة تعدينية سارية المفعول، و12 مجمعًا تعدينيًا، حيث تشكل أهمية كبيرة في قطاع التعدين في المملكة، بالإضافة إلى المدينة الصناعية التابعة لهيئة مدن وواحة مدن التي تحتضن حوالي 300 مصنعًا بمساحة تصل إلى 1.5 مليون متر مربع.
وأعلن معالي الأستاذ عبدالعزيز الدعيلج رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عن تدشين مشروع توسعة وتطوير مطار الأحساء الدولي، وزيادة طاقته الاستيعابية بنسبة 250% لتصل إلى مليون مسافر في السنة الواحدة، وذلك من خلال بناء صالتين دوليتين جديدتين بمواصفات عالمية وتطوير صالاته الداخلية ورفع طاقاته التشغيلية وترقية بنيته التحتية وزيادة وتحديث تجهيزاته التقنية واللوجستية فضلًا عن طرح فرص استثمارية متنوعة.
ومن جهته كشف المهندس أمين الناصر، رئيس أرامكو، وكبير الإداريين التنفيذيين – الشريك الإستراتيجي للمنتدى، أن عام 2025 سيشهدبدء انتاج حقل “الجافورة“ جوهرة الغاز غير التقليدي في المملكة، وذلك بإجمالي استثمارات تبلغ أكثر من 100 مليار دولار خلال 20 سنة، وبما يحقق مستهدفات الحياد الكربوني ودعم الناتج المحلي الإجمالي.
وأعلن المهندس الناصر عن مشروع جديد للأحساء وهو انشاء أكبر مركز متخصص لذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة، يقدم خدمات متكاملة بمعايير ومواصفات عالمية، لبناء القدرات وتفير فرص التدريب الفني والتقني، موضحًا أن المرحلة الأولى منه ستنتهي في العام 2025، مبينًا أن الأحساء اليوم في صدارة المشهد الاقتصادي وأنها تمضي نحو آفاق تنمويّة غير مسبوقة لأنها أرض الفرص الاستثمارية والكفاءات الوطنية والعقول الفذّة.
ورحّب عبدالعزيز الموسى رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء، برعاية وتشريف سمو أمير المنطقة الشرقية، وأصحاب المعالي والسعادة والضيوف الكرام، مبينًا أن المنتدى يهدف إلى إبراز المقومات والميز النسبية وفرص الاستثمار الواعدة في الأحساء، للإسهام في تحقيق مُستهدفات “رؤية المملكة 2030، موضحًا أن هذه الدورة ستشهد (8) جلسات عمل في مجالات عدة، فضلًا عن عرض فرص استثمارية مُجمّعة متعددة بقيمة إجمالية تفوق 8 مليار و365 مليون ريال سعودي، في قطاعات مختلفة، أبرزها: السياحة، التطوير العقاري، الخدمات اللوجستية، الصناعة والزراعة.
وأشار رئيس مجلس إدارة الغرفة إلى أن الجميع في الأحساء يعوّل كثيرًا على هذه النسخة الاستثنائية من المنتدى خاصة مع صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة تطوير الأحساء معبرًا عن تطلعه الخروج بتوصيات واقعيّة مُفيدةومخرجات مُثمرة.
وخلال برنامج الافتتاح قام سمو أمير الشرقية بتدشين المعرض المصاحب للمنتدى. كما جرى خلال حفل الافتتاح تقديم عرض مرئي استعرض مسيرة وانجازات المنتدى، ثم قام سموه بتكريم الشريك الاستراتيجي للمنتدى شركة أرامكو وبقية الشركاء والرعاة والداعمين واللجان العاملة في المنتدى. كما شهد سموه توقيع (10) مذكرات تفاهم بين عدد من الجهات بالإضافة إلى الإعلان عن اتفاقية “مبادرات حسا – لينك“ بين محافظة الأحساء وبنك الرياض.
والجدير ذكره أن منتدى الأحساء الذي انطلقت نسخته الأولى عام 2003، يُعد اليوم أهم فعاليّة اقتصاديّة وأبرز حدث حواريّ لجمع المشاركين من الوزراء والمسؤولين والخبراء والمستثمرين لعرض التوجّهات التنموية والاستثمارية ودعم التشاركيّة بالإضافة إلى تسليّط الضوء على المقومات والميز النسبيّة والفرص الاستثمارية التي تتمتّع بها الأحساء من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وفقًا لمُستهدفات رؤية السعودية 2030.