رأي

الزنديق الصالح!! …. عبد الله منور الجميلي

السبت 11/04/2015
يُحكَى بأنّ السلطان مراد الرابع خرج (مُتَخَفيًا) ليلةً لِيَتَفَقَّد رعيته، وفي إحدى الحَارات البعيدة وَجَدَ (رَجُلاً) مُلْقَى على اﻷرض، فحرّكه السلطان؛ فإذا هو مَيّت، والناس تَمُرُّ من حوله، دون أنْ يهتم به أحَد!!
فنادى عليهم: تعالوا (وهم ﻻ يعرفونه)، قالوا ماذا تريد؟
قال: لماذا هذا الرجل مَيّت وﻻ أحد يحمله؟! مَن هو؟ وأين أهله؟
قالوا: هذا (فُلان الزنديق شَارِب خَمْرِ وزانٍ)!!
قال: أليس مِن أُمَّة محمد عليه الصلاة والسلام؟! تعالوا لِنَحْمِله إلى بيته، فَفَعَلوا!! ولما رأته زوجته أخذت تبكي، بعدها ذهبَ الناس، وبقي السلطان ورئيس الحرس، وأثناء بكائها كانت الزوجة تقول: (رحمك الله يا وَلِي الله أَشْهَدُ بأنك من الصالحين)!!
تعجّب (السلطان مراد)، وقال: كيف من اﻷولياء، والناس تقول عنه كذا وكذا حتى أنهم لم يكترثوا لموته؟!! قالت المرأة: كنتُ أتوقعُ هذا!!
إنّ زوجي كان يذهبُ كلَّ ليلة للخَمّارة يشتري ما استطاع من الخَمْر، ثم يحضره للبيت ويصبه في المرحاض، ويقول أُخفِّف عن المسلمين!!
وكان يذهبُ إلى مَن تُتَاجِرُ بِفِعْل الفاحشة، يُعطيها المال، ويقول لها: هذه الليلة على حسابي اغلقي بابك حتى الصباح، ويرجع يقول الحمد لله خفّفت عنها لعلها تتوب، وكذا منعت شباب المسلمين من الزنَا هذه الليلة!!
فكان الناس يُشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة؛ فيتكلمون فيه!!
وقد قُلت له: بأنك لو مِتَ فَلَن تجد مَن يُغَسِّلكَ، ويصلي عليك، ويدفنك من المسلمين!!
فضحك وقال: ﻻ تخافي سيصلي عليّ سلطان المسلمين والعلماء والأولياء!!
فَبكى السلطان مراد وقال: صدق والله أنا السلطان، وغَدًا نغسله ونصلي عليه وندفنه، وكان كذلك فشهدَ جنازته مع السلطان العلماءُ والمشايخُ وجمعٌ غفير من الناس!!
وبالعودة لحاضرنا اليوم وفي ظِل انتشار مواقع وبرامج التواصل الحديثة، وما فيها من إشاعات وتزوير وقُدرة تقنية على تزييف الحقائق وظُلْم عباد الله دون براهين أو أدلة؛ فإنّ حكاية ذلك الرّجل تنادينا بحُسْن الظَّن بالآخَرين، والتوقف تمامًا عن إصدار الأحكام المستعجلة عليهم!!
وهذه دعوة صادقة لأولئك الذين لا هَمّ لهم إلا مطاردة مَن يُخالفونهم الرأي بالتكفير والاتهامات والتصنيفات والتخوين بأنّ يتقوا الله!!
وتلك مناشدة بقوانين رادعة وعقوبات صارمة تحمي أعراض المسلمين من قَذائف بعض وسائل الإعلام وما تبثه وسائط التواصل الحديثة!!

aaljamili@yahoo.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain
المدينة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى