اعترافات الوزيرالسابق سماحة :النظام السوري خطط لعمليات اغتيال وتفجير وفتنة في لبنان
كشفت جلسة استجواب الوزير السابق ميشال سماحة ـ الموقوف بجرم نقل متفجرات من سوريا والتحضير لعمليات اغتيال وتفجير في لبنان ان رموزا أساسية من النظام في سوريا كانت تعمل بكل إمكانياتها لتفجير الساحة اللبنانية، بعد ان تصاعدت الانتفاضة الشعبية في وجههم هناك.
وأشارت صحيفة “الانباء” الكويتية إلى أن إفادات سماحة بينت ردا على أسئلة رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل إبراهيم، ان القيادات الأمنية السورية تستخدم رجال السياسة لخدمة الأمن، وهذه الاعترافات كان يمكن ان تحدث زلزالا إعلاميا لولا الضجيج الهائل الذي يترافق مع تطورات أحداث اليمن، وشهادات المحكمة الدولية في لاهاي.
واعترف سماحة بأنه نقل 24 عبوة ناسفة ومبلغ 170 ألف دولار بسيارته، تسلمهم من اللواء السوري علي مملوك، وكان سيعطيهم لعملاء بهدف تفجير هذه العبوات في مناطق لبنانية مختلفة ـ لاسيما في الشمال ـ لاغتيال شخصيات سياسية ودينية معارضة للنظام في سورية، ولتفجير أماكن عامة ومساجد لإحداث اضطرابات أمنية، وإشعال اقتتال بين اللبنانيين.
وأجوبة سماحة العلنية أمام محققي المحكمة العسكرية، أشارت بوضوح الى الأسلوب الذي كانت تعتمده الأجهزة الأمنية السورية، بحيث يبدو واضحا انها تعتمد على تسخير كل العلاقات السياسية وغير السياسية من اجل الأمن، والأمن عندها يهدف الى حماية النظام بالدرجة الأولى، بصرف النظر عن المصالح الشعبية.
كذلك اعترف بأنه كان يجمع المعلومات الأمنية لصالح النظام من خلال موقعه النيابي والوزاري السابق في لبنان، ومن خلال صداقاته مع المسؤولين الأجانب، لاسيما مع الفرنسيين، وهو لم يخف كونه مدينا للنظام بوصوله الى المواقع القيادية، على غرار كثيرين تولوا مواقع مسؤولية في لبنان، إبان مرحلة الوصاية السورية السابقة.
وأفادت الصحيفة أن هناك مجموعة من العبر، يمكن استنتاجها من اعترافات سماحة أهمها:
أولا: كشف أسرار أحداث أمنية سابقة، تترابط فيها السياسة مع الأمن، لاسيما في سياق تعاطي الأجهزة السورية، وفي ان الأدوار الأمنية لبعض المسؤولين الذين كانوا على صداقة مع الأجهزة السورية هي التي قادتهم للوصول الى المناصب السياسية، حيث الاعتبارات الأمنية في الأجندة السورية تتقدم على ما عداها من اعتبارات. وسماحة في كشفه لتلك المقاربة، أوضح مجموعة من الخفايا التي تقف وراء وصول بعض المسؤولين السابقين الى مواقعهم ومنهم رؤساء.
ثانيا: تؤكد اعترافات سماحة ان النظام في سوريا كان يخطط لإحداث فتنة أهلية في لبنان، وان وعي القيادات السياسية، وسهر المسؤولين الأمنيين، حالا دون تحقيق هذا المخطط، الذي على ما يبدو كان سابقا لعمليات العام 2012، وأكد الاتهام الأميركي لسماحة في العام 2007، أنه يعمل مع آخرين لزعزعة الاستقرار في لبنان، وبالتالي تم منعه من السفر للولايات المتحدة الأميركية.
ثالثا: تؤكد المعلومات الخطيرة التي أدلى بها سماحة امام المحققين، ان اللواء الشهيد وسام الحسن كان يؤرق بعض مسؤولي الأمن في سوريا، وان فرع المعلومات قام بإنجازات كبيرة في مواجهة المخططات التفجيرية.