سوء استخدام العدسات اللاصقة يؤدي الى العمى
فقدت طالبة بتايوان نظرها بعدما أكلت البكتيريا مُقْلَةَ عينيها نتيجة لارتدائها العدسات اللاصقة طيلة ستة أشهر بلا انقطاع؛ فقد أُصيبت بالتهاب القرنية بالأكانثاميبا، تلك العدوى التي تشيع بين مستخدمي العدسات اللاصقة. وتتمثل أعراض الإصابة في حرقان العين، واحمرارها، والرؤية الغائمة، وذرف الدموع، والحساسية للضوء، وكلها أعراض قد تكون ضئيلة نسبيًّا ويمكن تفسيرها على أنها حساسية في العين أو إجهاد. وقد ارتعدت الفتاة عندما نزعت العدسات لتجد سطح عينيها قد تآكل حرفيًّا بفعل الأميبا التي وَجدت البيئة المثالية للتكاثُر في الجزء الذي يتخلل ما بين العين والعدسة؛ فهذه الأميبا تلتصق بالعدسات اللاصقة وتشق طريقها عبر قرنية العين ومنها إلى الشبكية، وما إن تتجاوز الأميبا قرنية العين حتى تُفْقَدَ العين إلى الأبد. ويقول العلماء إن القرنية عضو حي يتنفَّس ويحتاج الأكسجين الذي تحجبه العدسات اللاصقة عن العين ويمكن أن يؤدي نقصُه إلى تلف سطح الأنسجة الظهارية؛ الأمر الذي يترتب عليه حُدُوث جروح دقيقة يمكن أن تصاب بالبكتيريا بسهولة، وتتوفر بذلك بيئة التكاثر المناسبة. وهناك أنواع أخرى من العدوى أكثر شيوعًا تُصيبُ العين بسبب العدسات اللاصقة؛ من ثم ينصح الأطباء المستخدِمين باستخدام الإجراءات الوقائية المتمثِّلة في تنظيفها في محاليل التعقيم المتاحة، وتجنُّب ملامستها للماء لدى تنظيفها، وعدم ارتدائها أثناء السباحة أو الاستحمام أو حمام البخار، وكذلك عدم مشاركتها مع آخرين، والتخلص منها بعد الوقت المحدد لها. يُذكر أن الأكانثاميبا توجد بصفة عامة في الماء والتربة ويمكنها أن تسبب عدوى نادرة لجلد الإنسان، والجهاز العصبي، والعين. ومع أن الإنسان يتعرض لها في وقت ما أثناء حياته فإن الجهاز المناعي قادر على صدها، إلا في حالة الجروح ولا سيما جروح العين.
وكالات