حلمنا أن تقع الباحة على البحر الأحمر ؟؟ … د. عبدالله غريب
لابد أن نأخذ في الحسبان ونحن نتحدث عن الباحة بأنها تشمل جميع محافظات المنطقة بلاد ” غامد وزهران ” سراة وتهامة وبادية وكلمة الباحة تعني المركز الرئيس الذي تقع فيه إمارة المنطقة وإدارات الدولة ذات العلاقة بوزاراتها لكنها محظوظة بوجود غابتين قريبة من هذا المركز هما غابة رغدان وغابة الزرائب وجدرالتي يتربع على عرشها منتزه الأمير مشاري التابع جغرافيا لمحافظة بني حسن بمسافة تقرب من عشرة كيلو مترات إلى جانب غابات أخرى في بني ظبيان فيما لابد أن ينصرف الذهن ونحن نتحدث عن المنطقة كوجهة سياحية وواسطة عقد مصايفنا بين أبها والطايف إلى أن هذه المنطقة تحتفظ برصيد غابات يجعلها تقع في المرتبة الأولى بالنسبة للمصايف قوامها عشرات الغابات الأخرى في شمال المنطقة وشرقها موزعة على محافظاتها وبالذات محافظتي بني حسن والمندق إلى جانب عشرات القرى الأثرية وعلى رأسها قرية ذي عين بمحافظة المخواة وشلالها الدائم على مدار العام التي لا تبعد عن فندق قصر الباحة بأكثر من عشرين كيلو مترا حيث المتعة والجمال والتفكير في هذه القرية التي صارعت الزمن مئات السنين لتبقى شاهدا على قوة الإنسان وتغلبه على صلف الطبيعة وتقلب الأجواء وتحديها لقدراته .
أعود فأكرر أنه لا يختلف اثنان على أن هذه المنطقة من حيث الطبيعة لا ينافسها أي منطقة في اتساع الغطاء النباتي على سهولها وجبالها الممتدة لقرابة مائتي كيلو متر فضلا عن قربها من مدينة الورد الطايف والعاصمة المقدسة مكة المكرمة وعروس البحر جدة بين ساعتين إلى أربع ساعات عبر الطريق الدولي طريق الملك عبد العزيز المزدوج ذي الستة مسارات الذي يعتبر من الطرق المعدودة في المملكة بجماله حيث القرى تتناثر على جنباته كاللؤلؤ المنثور إذ لا يكاد يمل مرتادوه من السيرعليه براحة وسهولة ويسر .
ولواستعرضنا أهم مقومات السياحة في الباحة المنطقة فإنها مصيف ومشتى بمعنى أن في فصولها الباردة يلقى المواطن والمقيم ملاذا يمتد بين محافظة المخواة ومحافظة قلوة بتهامة وحتى ناوان التي تعتبر منتجع الباحة الشتوي وامتدادا إلى المظيلف التي تشهد تنميتها شاطئا عوض الباحثين عن الدفء شتاء عن شواطيء القنفذة التي تزيد مسافتها بقرابة مائة وخمسين كيلو مترا عن الباحة وهذا الشاطيء المولود البكر لايزال تحت التوسع في تنظيم شاطئه وتوفير الخدمات الضرورية لرواده طوال الأسبوع وهذا يقودني لسؤال قد لا أحسن الإجابة عليه مفاده : لماذا لا يعاد توزيع المناطق الإدارية بين منطقتي مكة المكرمة والباحة لاسيما وأن هاتين المنطقتين تحظيان باهتمام من قامتين سامقتين هما الأميران خالد الفيصل وحسام بن سعود – حفظهما الله – وبهذا المقترح ستتحول هذه المواقع البحرية التابعة لمنطقة مكة المكرمة القريبة من منطقة الباحة التي يحلم أبناؤها أن تكون يوما ما على البحر الأحمرليكون لها شاطيء كما هي جدة التي تتمتع ومحافظاتها البحرية على شاطيء يمتد لمئات الكيلو مترات ؟؟ وهذا من وجهة نظري ونظر الكثيرين لا ولن يؤثرعلى خريطتها السكانية بل قد يريح المواطنين الممتدة قراهم ومحافظاتهم وتجمعاتهم السكانية حتى العرضيات باتجاه تهامة الباحة وعسير الذين ستقترب منهم الباحة ومحافظاتها في السراة وتهامة بجميع الجهات الحكومية ذات العلاقة في مراجعاتهم للدوائر من جهة فيما سيغير موقع الباحة الجغرافي لتصبح حدودها على البحر الأحمر ويكون لها شاطيء مادام البحر ممتد حتى جازان وقريب منها في نقطة التقاء بالمظيلف التي تبعد عن ناوان لأقل من عشرين كيلا .
طبعا هو مجرد حلم ومقترح نتمنى تحقيقه في ظل الأمن والاستقرار والرخاء والوحدة الوطنية التي نعيشها سكانا ومكانا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين – يحفظهما الله – والله من وراء القصد .