أسامة شبكشي .. تاريخ مضيء … خالد محمد الحسيني*
• الابن سر أبيه، مقولة قديمة وجدتها في حياة الوزير السفير الدكتور أسامة عبدالمجيد شبكشي الذي عرفت والده رحمه الله أول عهدي بالعمل الصحفي في البلاد ١٣٩٨هـ رئيسًا للتحرير كنت التقيه طوال الأسبوع وأنا الحريص على نزولي من مكة المكرمة للجريدة في جدة ووجدت فيه معلمًا وأبًا تحمل أسئلتي وزياراتي الدائمة له، بل شملني بعنايته وتشجيعه للأعمال الصحفية التي كنت أنفذها تلك الفترة ومنها أحداث الحرم الشريف وانفراد البلاد بالحديث مع امام ومؤذن يوم الحادث، وحادث احتراق الطائرة الترايستار التي كان عدد من ضحاياها من مكة المكرمة بما فيهم كابتن الطائرة محمد الخويطر رحمهم الله، وغيرها والتي كان يشرف عليها الدكتور هاشم عبده هاشم مدير التحرير ثم نائب رئيس التحرير تلك الفترة في البلاد.
دارت الأيام وتعاملت مع ابنه عميد كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ثم وزير الصحة الذي رافقته في زياراته للمشاعر والمستشفيات فترة الحج والذي أحدث نقلة في جهاز الوزارة ومنها صبره وحرصه على سداد ديون الوزارة وانهاء اجراءات آلاف المعاملات التي وجدها أمامه.
وأنا أتابع حديثه في برنامج من الصفر هذا الأسبوع على قناة ام بي سي والذي يقدمه الزميل مفيد النويصر ومعاناته من المرض
تذكرت أحاديث والده التربوية لنا ونحن في مقتبل الشباب يحدثنا عن شي من تاريخه في العمل العسكري في مكة المكرمة وبدايته في العمل الصحفي والأدبي، ووجدت د. أسامة يتحدث عن قصص ومعاناة خلال رحلته على مدى نصف قرن واستمعت لشهادات عدد ممن عرفوه ومن زامله ومنهم: الأستاذ حسين شبكشي أحد اقاربه والوزير ناصر السلوم ود. هاشم عبده هاشم وصديقه الشيخ حسوبة وغيرهم
توقفت أمام تاريخ مضيء لمواطن من بلادي وفقه الله في النجاح خلال سنوات طويلة وفي العديد من الأعمال والمهمات التي تطلبت العمل والصبر والتضحية.
أسامة وشقيقه السفير فوزي قدما صورة وطنية ذهبية تطلبت الكثير من التضحية من أجل الوطن.
كنت أرى د. أسامة وهو يتحدث بكلفة شديدة أدت لتوضيح حديثه مكتوبًا على الشاشة ويذكر مواقف تخللها الصبر وسط ظروف مالية وعملية لاتتفق مع طموحه وأمنياته وتمنيت لو شهد الأب ماغرسه في الأبناء إذ كان يتمنى كما قال د. أسامة أن يكون أحد أولاده طبيبًا وتحقق له ذلك طبيبًا ووزيرًا وسفيرًا .. وأعجبتي اهتمام الوزير بممارسة تخصصه الطبي رغم مشاغله في عمله.
تحدث د. أسامة في لقاء في صحيفة الجزيرة قبل سنوات عن العديد من الذكريات والمواقف في حياته وتوقفت أمام شكواه والتي ظهرت بكل ما تحمله من ألم عندما احتاج للدراسة في الخارج وطرق برفقة والده العديد من الأبواب لمسؤولين كبار واعتقد والده أن لديهم بعد الله الموافقة لدراسته للعلاقة القديمة معهم إلا أنهم خيبوا ظن والده، بل بعضهم رفض مقابلته.
بصراحة، أعجبني د. اسامة لأنه تحدث عن واقع حصل في مرحلة من حياته مع والده، ولم يتجاهل الحديث عن معاناته والتي سردها بعد أن أصبح مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز وعميدًا لكلية الطب ووزيرًا للصحة وسفيرًا للمملكة في ألمانيا، ومن ثم تقاعده.
قصة مواطن وسيرة وطن سردها بتفاصيلها أسامة شبكشي
خلال حلقات لاقت الكثير من المتابعة عبر مواقع التواصل، وشهدت آراء مختلفة ثمنت المشوار لأحد أبناء الوطن الذي سجل بشفافية قصة جديرة بالإحتفاء والتقدير.
* تربوي وإعلامي
صحيفة مكة الان الالكترونية