د.عمرو المستكاوي استشاري الجهاز الهضمي يؤكد: ارتجاع المريء .. مرض الرفاهية علاجه الاعتدال
يعتبر مرض ارتجاح حامض المعده الى المرئ من الأمراض واسعة الشيوع ومعظم الناس يتعرضون الى ارتجاع مؤقت على الأقل مرة شهرياً غالباً ما تكون بعد وجبه كبيره أو حاره وخلال تلك الفترة زادت حالات مرض ارتجاع المريء بنسبة 30% وزادت حالات الأعراض الحادة للمرض بنسبة 24%. بينما زادت حالات من تهاجمه الأعراض مرة بالأسبوع إلى 47% تقربياًً.
وقد أوضحت الدراسات أن كلاً من الرجال والنساء من جميع الأعمار واجهوا زيادة في حالات ارتجاع المريء، إلا أن أشد الأعراض تبين أنها تواجه الأشخاص في منتصف العمر، ومن بين هؤلاء الأشخاص يتلقى ما يقرب من 98% علاجا لتخفيف الأعراض بالمقارنة بمن يواجهوا أعراض خفيفة للمرض ، ويمثل مرض ارتجاح حامض المعده الى المرئ نسبه كبيره بين الأمراض خاصه امراض الجهاز الهضمى حيث يمثل حوالي 50% من كل امراض الجهاز الهضى وتقدر تكلفه العلاج حوالي 4.5 بليون دولار سنويا ( حسب الاحصايات المتاحه ) .
وبدأ مرض ارتجاع المريئي والارتجاع البلعومي الحنجري في الانتشار السريع والواسع على مستوى العالم وبوجه خاص في العالم العربي وخاصة في العشرين سنة الماضية كأحد أمراض الرفاهية التي تعيشها هذه الدول في العقدين السابقين وربما كضريبة الأفراط في استعمالها مثلها مثل كل أمراض الرفاهيه الأخرى كأمراض السكر والسمنة وأمراض القلب وارتفاع الضغط. وإلى عهد قريب كانت هذه الأمراض نادره وإن وجدت وجدت عند كبار السن، أما اليوم فانها منتشرة ليس لدى كبار السن والشباب فقط بل هي تعدت ذلك إلى الأطفال وهذا ما يقلق العاملين بالمجال الصحى لمالها من تأثير علي صحه الفرد و المجتمع وما ينعكس علي الأقتصاد.
وللتوضيح .. يتكون المريء من أنبوبة عضلية طويلة ممتدة من البلعوم الي فتحة المعدة داخل القفص الصدري، ويتحكم بالنهايتين العلويه والسفليه حلقتان عضليتان ( صمامان ) تسمحان بمرور الطعام من البلعوم الى المعده ولكن تمنعان ارتجاعه من المعدة إلى المريء ومن ثم إلى البلعوم.
وفي حالات معينة وأمراض معينة مثل السمنه تصاب هذه العضلات بضعف واسترخاء وتسمح بالارتجاع وهنا تظهر المشكلة والشكوى ، ويغطى هذه الأنبوبة ( المرئ ) غشاء طلائي منيع لايتأثر بقليل من الارتجاع ولكن في حالة دوام الارتجاع وشدة الارتجاع قد يفقد هذا الغشاء المخاطي مناعته ومقاومته وتبدأ المشكلة .
في حالة ضعف العضلة التي تربط بين المعدة والمريء يكون الارتجاع مريئيا فقط، إما إذا كان هذا الضعف شديد فيكون الارتجاع مريئيا وبلعومى وحنجريا (يصل الحمض الى البلعومو الحنجرة ) وعندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة حيث يتسبب الحمض في التهاب جدار المرئ وقد يتطور التهاب الى التهاب شديد والذي قد يتطور الى مضعفات اكثر خطوره ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً.
عندما نتكلم عن الارتجاع المريئي فنحن نعني أن بعضاً من عصير المعدة المكون عادةً من حامض المعدة وبعض الأنزيمات وبعض الأحيان سائل المرارة قد يرتد عبر مدخل المعدة ( فم المعده ) إلى أعلى المريء، مسبباً الشعور بالحموضة والحرقان والألم فى المريء ( خلف الجزء الأمامي من الصدر) كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام وبالتالي تزيد الأعراض .
وأسباب الأرتجاع كثيرة منها :
▪ السمنة المفرطة
▪ الزيادة المفرطة في الوجبات.
▪ الوجبات الدسمة والمقليات .
▪ الأفراط في استعمال المخللات .
▪ الأكل قبل النوم .
▪ الوجبات الحاره : مثل الفلفل والشطة، والمأكولات الحاره .
▪ المشروبات الغازية.
▪ والقهوه والشاهي .
▪ النعناع، والكاتشب .
▪ الشكولاته .
▪ الحمل .
أعراض الارتجاع:
من أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول الأكلات سالفة الذكر، ومن الأعراض الأخرى طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في نبره الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.
التشخيص:
ولتشخيص المرض بجانب الأعراض الاكلنيكيه السابقه يجب عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وعمل منظار للحنجرة أو فحص للمريء بالصبغة عند الحاجة، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء وتركيب جهاز خاص لمدة 24 ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك .
العلاج :
ويتلخص العلاج في ثلاث خطوات :
– الحميه و تعديل السلوك الغذائي .
– العلاج الدوائي .
– العلاج الجراحى .
أولأ : الحميه وتعيل السلوك الغذائي .
على كل حال العلاج يبدأ بتنظيم الوجبات من حيث الكميه و نوعيه المأكولات كالآتي :
– تجنب المأكولات والمشروبات المذكوره والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع
– وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات
– كما ينصح بترك العادات السيئة كالتدخين ان وجد
– ورفع الرأس والصدر عند النوم بزاويه من 15-30 درجه لتقليل ارتجاع الحمض اثناء النوم ذلك لمن يشتكون من أعراض في منطقة الحلق برفع مقدمه السير بفة 5-10 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة والمرئ في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
ويجب تغيير في السلوك يتضمن الحمية، متبعين قول المصطفى “صلى الله عليه وسلم” حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فان كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه وأيضا كما قال رسوا الله (ص) نحن قوم لا نأكل حتي نجوع واذا أكلنا لا نشبع ، وهى من التعليمات والسنن الهامه للحفاظ علي صحه وكفاءه الجهاز الهضمى .
ثانيا”: العلاج الدوائي :
أما العلاج الدوائي فيتم عن طريق ادويه تقلل افراز الحمض مما يؤدي الي انخفاض نسبه الحمض المعدة ويليه انخفاض حموضه المرئ ، وقد يستمر العلاج لعدة أشهر، ونتائجه بشكل عام جيدة .. وقد يحتاج المريض للدواء مرتين باليوم في بعض الحالات للتحكم فينسبه الحموضه.
العلاج الجراحه:
أما بالنسبه للعلاج الجراحي يلجأ إليه في حالات عدم الاستجابة للعلاج الدوائي، خصوصاً عند تشخيص فتق فم المعدة.( فتق الحجاب الحاجز)
وأخيراً وان مرض ارتجاع حامض المعده الى المرئ يعتبر مرض من امراض الرفاهيه ويعالجه الاعتدال والحكمه واتباع السنه النبويه.
___________________ * استشاري أمراض ومناظير الجهاز الهضمى بمستشفى الحمادي بالرياض عضو الجميه الأمريكيه لأمراض الجهاز الهضمى عضو الجميه الأوربيه لأمراض لمناظيرالجهاز الهضمى