خلال ندوة “مسرح القاسمي” استعرضا فيها أثره ودوره في كتابة التاريخ :أحمد الجسمي ومحمد يوسف: أعمال سلطان القاسمي المسرحية إسقاط على مراحل مهمة من التاريخ العربي
الشارقة – مازن نميم
أكد كلّ من التشكيلي والمسرحي الدكتور محمد يوسف، والممثل أحمد الجسمي، على أهمية المسرح في صناعة التاريخ، لافتين إلى أن أعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، علامة فارقة في تاريخ العمل المسرحي الإماراتي والعربي، موضحين أن الأعمال المسرحية التي ألفها سموه اسقاط على واقع عربي معاش يتكرر منذ مئات السنوات.. جاء ذلك خلال جلسة حوارية استضافها معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، في دورته الـ38، التي تستمر حتى 9 من نوفمبر الجاري، وأدارها الكاتب والباحث والمسرحي الإماراتي الدكتور ماجد عبدالله بوشليبي، وتطرقت للحديث عن المدرسة المسرحية الفكرية التي أسس لها صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى جانب الحديث عن دور المسرح الجامع لكل الفنون وتسليط الضوء على رحلة الأعمال المسرحية التي ألفها سموه منذ أربعينيات القرن الماضي.
واستهل الجسمي الجلسة بالحديث عن العمل المسرحي “النمرود” الذي وصفه بأنه اسقاط تاريخي على واقع معاش ويتكرر، بقوله”: لي الشرف بأن أكون منذ بداياتي جزءاً من مسرحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لقد تشرّفت بتأدية الأدوار التي رسمها سموه في تلك الأعمال، والتجارب التي استفدتها عديدة وكثيرة، تعاملت فيها مع العديد من الأسماء المبدعة من مخرجين وكتّاب إماراتيين وعرب غصنا معهم في عمق العمل المسرحي حيث جاءتنا هدية كبرى وهي عمل (هولاكو) القصة التاريخية التي تمتاز بالاختزال والعمق في الطرح والحوارات، هذه الرؤية العميقة التي وظّفها صاحب السمو محاكاة لما يدور من حولنا، وطبق الأصل عما يحدث”.
من جانبه قال التشكيلي والمسرحي الدكتور محمد يوسف: “اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالمسرح ينبع من جذور عميقة فهو يستلهم أعماله من النصوص القرآنية، وقد تكون الجذور التي استند عليها تناسب الكثير من القراء ونصوص سموه لها خلفيات كثيرة ويضمنها بالكثير من التجرّد ويكتبها بصفته كاتباً مسرحياً ينبض بالتراث والكثير من النصوص التي ألفها تترجم هذا الحسّ.. وصاحب السمو حاكم الشارقة يكتب للإنسان العربي، ويسعى لأن يكون المسرح كلمته وحضوره وصوته، فهو يكتب عن أشياء لا نستطيع كتابتها، ويجدر القول إن سموه يصرّ بشكل كبير على الاعتناء باللغة العربية باعتبارها اللغة الأم للنصوص تنبع من كونه إنساناً وحاكماً ومتمرساً بالكثير من القضايا، وهذا ما لمسناه ونلمسه، فهو رجل مثقف يملك عمقاً تاريخياً يوظفه ويستخدمه في المسرح الذي يؤمن بأنه الأب الأول لكل الفنون فصحاب السمو حاكم الشارقة يوثق التاريخ من خلال المسرح ويوثق المسرح من خلال التاريخ، ويحول التاريخ إلى مسرح، وهذا هو أهمية العمل المسرحي الذي يقدمه مسرح القاسمي برؤى سموه”.