فيصل القناعي .. نصف قرن من العطاء والصداقة … عبدالله الضويحي *
•عرفت الزميل فيصل القناعي في بداية النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي عندما زار الرياض وفد إعلامي كويتي وأقمنا لهم (جريدة الرياض) مأدبة عشاء في (البر) في طريق خريص وكنت رئيس القسم الرياضي في الجريدة وفي السنوات الأخيرة من دراستي الجامعية ..
كان ذلك على ما أظن في عام 1976 ..
لكنني تعرفت عليه بعد ذلك بسنتين وتحديداً في مارس 1978 في أول دورة للإعلاميين الرياضيين العرب نظمتها إدارة الشباب والرياضة في جامعة الدول العربية بالتنسيق مع الإتحاد العربي للصحافة الرياضية وشارك فيها 27 إعلامياً من مختلف الدول العربية.
كانت دورة تأهيلية حقيقية استمرت أسبوعين واحتوت على العديد من المحاضرات والزيارات الميدانية وتقديم بحث في نهايتها .. إلخ.
كنا أ. علي الرابغي من المملكة وهو يكبرنا سناً وقدراً وخبرة ويوسف البرجاوي (لبنان) وفيصل رحمه الله وجاسم مجلي من الكويت وأنا نشكل فريقاً واحداً منسجماً نخرج ليلاً للعشاء مسكوف على دجلة أو “تيككا” شارع الرشيد ونجوب مكتبات شارع المتنبي وشارع أبي نواس وميدان التحرير ذكريات جميلة من زمن جميل لازالت عالقة في الذهن ..
واستمرت العلاقة بيننا (فيصل وأنا) و(ويوسف) نلتقي في مؤتمرات الاتحاد الآسيوي في كوريا وماليزيا والكويت والخليجي في مسقط وغيرها من المناسبات في الرياض ودول الخليج لتتحول العلاقة إلى صداقة بعد أن تغيرت الظروف والارتباطات الرسمية ..
ظلت علاقتي مع فيصل أو (ابو غازي) وهو الإسم الذي كنا نعلق عليه بالغزو ونعني الغزو الصحفي وليس غيره قبل غزوٍ آخر ..
ظلت علاقة متميزة نتواصل دائماً عبر الواتس وفي المناسبات وكنا نحلم بلقاء دوري بين زملاء المهنة في الخليج خارج عن الرسميات نلتقي كل عام في إحدى دولنا ومضت الأيام ولم يتحقق هذا الحلم ..
فيصل القناعي صحفي من طراز نادر ووطني من الدرجة الأولى، وكان أحد قلائل لم يغادروا الكويت أثناء الغزو رغم قدرته على ذلك وإتاحة الفرصة له بل ظل يخدم وطنه ومواطنيه من خلال اعمال تطوعية، وفي الوقت الذي غابت فيه الرياضة الكويتية عن المحافل القارية والدولية وأفل صوتها كان (فيصل) صوتها القوي في الصحافة القارية والدولية على مدى ربع قرن قضاه نائباً لرئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية ثم رئيساً ونائباً لرئيس الاتحاد الدولي ..
بدأ العمل الصحفي عام 1972 وارتبط اسمه بجريدة السياسة الكويتية وارتبطت به كان مدرسة صحفية تخرج منها أجيال حملت لواء الصحافة الكويتية فيما بعد ..
إمتاز بالحزم وقوة الشخصية وحسن الإدارة كرجل توازنات وفي ذات الوقت كان ابيض القلب نقي السريرة صاحب نكتة لاذع وابتسامة لاتفارق محياه لا يُمَلّ مجلسه ولا صحبته.
رحم الله فيصل القناعي وجعل ما أصابه تكفيراً وتطهيراً له ورفعاً لمنزلته في الجنة وجمعنا به في جنات النعيم في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.
والله من وراء القصد
*صحفي سعودي / raseel_sa@hotmail.com