صناعة الواقع … ماجدة محمد
ماذا لو أننا عقدنا نوايانا بعزم تجاه أحلامنا في أجمل أيام عمرنا في الحاضر، أكنا سنصنع واقعًاجديدَا خاص بنا؟
وكيف كان سيكون الأمر حينها يا ترى؟
ماذا لو أننا بدأنا ننقب في عالمنا الداخلي وسلكنا مسارات جديدة تجاه مستقبل التغيير واكتشفنا أثناء رحلتنا المليئة بمعاني الحياة أننا نحمل من الخير ما يكفي لحياة أكثر نماءً وأدومها عطاء؛ أكنا سنعثر قدرًا على منطقتنا المنشودة فينا؟
تلك المنطقة التي كتب عنها تود هنري – في كتابه مُت فارغًا – يبرع فيها الأدباء و الكُتّاب و الفنانين والشعراء الذين أضافوا للحياة ألوانًا جديدة في عالم الإبداع.
ماذا لو كان لدينا سلفًا كل الأدوات اللازمة للارتقاء بجودة الحياة أكنا سنستطيع أن نستخدم بوصلتنا الخاصة بنا كي نعش بقية عمرنا في سلام آمنين؟
أكان بوسعنا حقًا إضافة حسًا جديدًا لأرواحنا المعطوبة في سجن الأنا المزيفة ؟
ماذا لو أننا اخترنا أن نجتاز الزمن… هكذا ببساطة نفكر؟
أعتقد أننا كنا سنختصر مسافات العمر لنكتشف أين يكمن عالمنا الخاص بالشغف.
الشغف الذي يجعلنا في سعي حثيث للبحث عن جوهر اهتماماتنا في زمن انكمشت فيها الإرادة بسبب كثرة الانتقادات الجارحة، لنستسلم يأسًا أمام ضعفنا، فيأسرنا الوهم في قلاع الشك والعجز ليمنعنا عن التقدم ، مبررين عجزنا بأعذار واهية.
يرى تود هنري أن نسأل السؤال المناسب في الوقت المناسب؛ أي أنه يرى أنه من المفترض أن نسأل أنفسنا بعمق أكثر ( ما العمل الذي أستعد للمعاناة من أجله اليوم؟) بدلاً من ( ما الذي سيبهجني؟)
و المعاناة أو التحمل في مجمله لا يعني أن نُرهق أنفسنا أو نضيع فرص اللقاءات الجميلة مع العائلة والأصدقاء أو نكرس جل أوقاتنا لتسديد فواتير الراحة في سن التقاعد!
الشغف يعني أننا سنقوم بعمل ما جدير بالاهتمام نيابةً عن الأخرين وأن تكون ذات قيمة، تسهم في بناء مجتمع أكثر تحضرا وعُمقا، لتخلد أعمالها فيها و يستكملها جيل متعطش للمعرفة، محب للحياة و ملهم لمن سيخلفه.