المسؤولية الاجتماعية.. حياة المجتمعات … خالد بن أحمد العبيد
اصبحت اليوم المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات تمثل أهمية كبرى في حياة المجتمعات وبما أن المستهدفات الواحدة والعشرين والركائز الستة التي وردت في الاستراتيجية الوطنية خرجت من رحم رؤية وطننا الطموح 2030 وجب علينا جميعاً العمل على تطبيقها وفق ما نص عليه قرار مجلس الوزراء الذي أتى في وقت نحن في أمسّ الحاجة فيه إلى رسم خارطة طريق للمسؤولية الاجتماعية لدى الشركات تجاه (العاملين، المستهلكين، المجتمع، والبيئة، والصحه ، والتعليم )، والتطرق إلى الإشكاليات التي تقف عائقا أمام هذه الشركات في تطبيق المسؤولية الاجتماعية بالشكل المؤسسي الممنهج وقد قدمت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية جهود عظيمة للخروج بعدد من المقترحات والتوصيات إلى الجهات المعنية، لتجاوز أغلب التحديات التي تواجه الشركات والمؤسسات وقد تم اختيار معالي المهندس أحمد الراجحي ليكون رئيساً لها لكون الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ترتبط ارتباطاً رئيساً بتنفيذ خطط هذه الاستراتجية.
ومن التحديات الكبرى التي تواجه عدد من الشركات عدم وجود أقسام فيها تختص بالمسؤولية الاجتماعية، كونها تمارس المسؤولية الاجتماعية تحت مظلة أقسام أخرى، وتبين أن الشركات تلتزم بتطبيق المسؤولية الاجتماعية بشكل مرتفع تجاه (العاملين، المستهلكين، المجتمع، والبيئة)، وأظهرت الدراسة أن الشركات تخلط بين العمل الخيري ومفهوم المسؤولية الاجتماعية الحقيقي ، كما اتضح أيضا أن الشركات تواجه تحديات أخرى داخلية وخارجية عديدة في تطبيق المسؤولية الاجتماعية، لهذا نرى أهمية القيام بتطوير نموذج مقترح لتطبيق المسؤولية الاجتماعية وفق نشاطها الذي تعمل فيه كما نرى ضرورة إيجاد قسم مختص بالمسؤولية الاجتماعية داخل الشركة، لتعزيز ثقافة تنظيمية متضمنة لمفهوم المسؤولية الاجتماعية، وتكثيف جهودها نحو الاهتمام بالمستهلكين، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة على نشر الوعي حول مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات ، ومن الدروس المستفادة في استراتجية المسؤولية الاجتماعية للشركات التركيز على تحفيز الحكومة للشركات التي تهتم بالمسؤولية الاجتماعية وتساهم بدعم ورعاية المشاريع والمبادرات التنموية ذات الأثر المستدام ، وذلك من خلال منح امتيازات للشركات الملتزمة بتطبيقه.
وبما أن الأغلب من المتخصصين في مجال المسؤولية الاجتماعية عرف تعريفاً شاملاً مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات بأنه المؤثر الرئيسي للقرارات والأنشطة التي تقوم على البيئة والمجتمع بأكمله والتي تعكس السلوك الأخلاقي للمنظمة ومن خلالها تحقق التنمية المستدامة الشاملة في الصحة والتعليم ورفاهية المجتمع وغيرها من الأشكال والأخذ بعين الاعتبار احترام القوانين مع مراعاة المعايير الأساسية التي تعتبر ضمن ثقافة المنظمة.
فاننا اليوم كمتخصصين وخبراء في هذا المجال ويهمنا التضامن والتكاتف لدعم التنمية، نستطيع أن نقول للشركات ومن يديرها بأن المسؤولية الاجتماعية استثمار طويل الأجل، فقيام الشركات بواجبها الاجتماعي سيعمل على إكسابها تعاطف واحترام المجتمع كافة وسوف تحقق هذه الشركات مكاسب أخرى في التسويق لسمعتها عندما تتبنى المشاريع والمبادرات التنموية النوعية.