هل ستعود إلينا البهجة ؟ … ابتسام فهد الحيان *
حالنا ينشده العجب, برغم ما توصلنا إليه من حداثة وتطور تقني لافت إلا أن البعض ما زال يشكو الرتابة والتعاسة ولربما فقدان البهجة.
منازلنا مليئة بأجمل الأثاث وأثمن المقتنيات وأزهى الحرير ولا يكاد يصدر منتج حديث إلا وتكون لنا الصدارة في حيازته بحثا عن الريادة في الإستهلاك الأولي.
وجهاز صغير في متناول أيدينا يحمل العالم إلينا في اقل الثواني ،سرعة لافتة ومميزة في استحواذ ما نريد.
حياة عصرية مختلفة فيها من الجمال والتطور ما يسابق الزمان ،حتى إن مجالسنا لا تكاد تخلو من هذه المستحدثات الالكترونيه التي قد تسلينا وقد تسرق منا اجمل الأوقات إن لم ندرك ذلك مسبقا .
والمصادفة العجيبة حين نستذكر الماضى بكامل (عفويته وبساطته) ترتسم بسمة على شفاه الحنين ونسافر في رحلة زمنية قصيرة المدى إلى حيث الألفة الحقة والسعادة الحقيقة برغم أنها لم تكن غنية بأغصان الازدهار كما وقتنا الحاضر.
لا غرابة لطالما أصبح شغفنا هو بالإطار الخارجي للحدث والصورة المادية للمواقف وما يتبع ذلك ظاهريا .
وهنا مكمن الخلل في تغييب دور الإنسان وفاعليته والتواصل الصحيح مجتمعيا بطاقة نفسية عالية بعيدة عن نرجسية الفكر .
نبحث عن زواية الأنس في الماضي!
ولماَ لم نستحدث البهجة من حاضرنا ونعود إلى أنفسنا ؟
( السر العظيم )
يكمن في داخلنا نحن بنو الإنسان في التناغم مع الحياة الطبيعية .
وإدراك الرسائل التي نحمل قنديلها مثل السلام و المحبة
والقيم التي تضئ لنا مسالك الأيام لاجيالنا
والبعد كل البعد عن هوامش الحياة المادية وسفاسف الأمور وعيش اللحظة حقيقة بكل لحظاتها .. وألا يكون الإنسان أسيرا الكترونيا .
بل سفيرا للسعادة والفرح والحياة التي يستحق .
fahad.ebt@hotmail.com