العمل التطوعي في خدمة بيوت الله … خالد بن عبدالله الملحم
تعد خدمة بيوت الله والعناية بها شرفا عظيما ومكانة رفيعة حيث تمثل خدمة بيوت الله احد اشكال التطوع التي تبغى رضا وجه الله الكريم، فما أجمل هذا التطوع الذي يطهر النفوس وتسمو به الارواح، وعندما نتعمق في مفهوم العمل التطوعي نجد انه يتضمن بأنه العمل أو نشاط الذي يخصص الشخص جزءا من وقته ومهاراته لانجازه بهدف تقديم المساعدة للأفراد أو المجتمع، أو المنظمات غير الربحية دون مقابل مادي، وتدار الأعمال التطوعية غالبًا من قبل مؤسسات المجتمع المدني، أو الجمعيات الخيرية، أو المنظمات الحكومية، ويأتي التطوع لخدمة بيوت الله ليكون الباعث له ابتغاء واحتساب الاجر والثواب من الله الكريم الوهاب، ويعدد لنا الله تعالى صور العمل التطوعي ويقرنها بالإيمان والتقوى فيقول سبحانه في كتابه الكريم : { ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } (البقرة ١٧٧)
والحقيقة ان الله يكسب الشخص المتطوع الكثير من النعم في الحياة الدنيا ينعم الله على المتطوع بعلاقات اجتماعية تنير له حب الخير والايثار ويمنحه الله متعة إسعاد الأخرين وادخال البهجة عليهم والمشاعر الايجابية التي تكسب النفس التواضع والتسامح من اجل خدمة الاخرين وهم في رحاب بيوت الله وهنا يجب ان نشجع ابنائنا وشبابنا الى التوجه لهذا التطوع مع وضع الضوابط والقواعد المنظمة لهذا العمل التطوعي عبر المبادرات المجتمعية النقية التي تهدف الى الحفاظ على بيوت الله وخدمتها وإتاحة سبل الراحه وتقديم العون لكل من يزور بيوت الله الكريمة لاداء العبادات الدينية حيث التنسيق مع المعنيين القائمين على ادارة بيوت الله والجهات الرقابية المتخصصة والرسمية والحصول على الأذن لممارسة العمل التطوعي ولعل التطوع في خدمة بيوت الله يعد مسارا راقيا للسمو بالنفس البشرية وتهذيبها كما انها تملىء النفس بمشاعر التواد والرحمة والرأفة بالغير وينمي العمل التطوعي الشعور بالمسئولية نحو المجتمع والجيران والاهل وتنمية الانتماء للوطن..