رأي

كنز اليقين … ابتسام فهد الحيان *


ديدن الصالحين وركب الأصفياء،ومنهج من تبعهم لمسايرة صعب الأقدار.
ندرك هذه الكلمة ونعي معناها ،ولكن قلّما نستبصر تفاصيلها ألا وهو التعلق التام والتوكل العميق بالخالق مع إغلاق كافة الأسباب البشرية وقطع سبل المخارج،ثقة بأن هناك لطف خفي سينير غسق الخوف الذي يعتري الوجدان في الموقف العسير .
هو ذات الشعور الذي اعترى سيدنا إبراهيم عليه السلام حين أُلْقِي في النار فأتاه جبريل عليه السلام فقال :ألك حاجة؟ قال : أما إليك فلا وأما إلى الله فحسبي الله ونعم الوكيل .
برغم رهبة المشهد وانعدام التوقعات المنقذة إلا أن هناك عبادة خفية جعلته يوجه الهدف الداخلي الذي يؤمّن خطورة الوضع الراهن فكانت النتيجة ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) ١
لحظة تأمل ..
التسليم التام لمن بيده ملكوت السماوات والأرض مدعمّة بالثقة الشديدة بالله وحده ، هي ما غيرت أيدلوجية الحدث وعطلت قانوني فيزيائي كامل ما كان لعقل بشري أن يستوعب ذلك.
الاستقرار الروحي هو أساس الصحة النفسية وثبات انفعالها،خاصة في حال إدراك الفرد بوجود ملاذ آمن يلجأ إليه في أوقات المحنة.
الحياة عبارة عن كمٍ من الاختبارات المتتالية لحكم إلهية لا يعلمها إلا الله.
ولكن خلف هذه الاختبارات ميلاد مميز لسلوكيات جديدة ستصنع من الفرد كاريزما مختلفة .
ولك أن تتذكر عزيزي القارئ كم من المراحل المفصلية في حياتك التي نهضت بك موضع إلى موقع الاستبصار والوعي والحكمة .
ولكن أين هو المخرج ؟
بالله عز وجل فقط .
حين يتغير المنظور الفكري في طريقة البحث عن الحلول من الخلق إلى الخالق ،ومن ثم تُجَنّد كل أدوات الانتباه والتركيز بشكل فعال تجاه من بيده زمام الامور ومقاليدها والتقرب إليه بكافة الوسائل في العبادات والمعاملات .
حينها تنبثق الطمأنينة من داخل النفس البشرية تجاه المواقف العظيمة ،بما أن الاتصال الأفقي بالخالق قوي فما دون ذلك مسببات تجري وفق قوته .
وأود أن أوقد المشعل حول عبادة التفكر والتأمل التي أردفت مؤخراً كأحدى تقنيات الاسترخاء للتخفيف من الاضطرابات النفسية ،كونها البذور لزرع غابات اليقين لعل أنهار السعادة تسري بين جداول أيامنا.

__________
(١)سورة الأنبياء آية ٦٩

*Fahad.ebt@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى