الأمير محمد بن فهد ترك إرثًا من العمل الوطني والإنساني.
-أحدث نقله تنموية خلال عمله أميرا للمنطقة الشرقية التي امتدّت مايقارب ثلاثة عقود .
-دور حيوي خلال احتلال العراق للكويت و قلده أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة
-استقبل الشرعية الكويتية وأفواج المواطنين لتيسير أمورهم واحتياجاتهم
—ماذا كتب عنه الأمير خالد بن سلطان في كتابه ” مقاتل منّ الصحراء “
الحوار / عبدالكريم الفالح
*الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود (1950 – 28 يناير 2025) كان شخصية بارزة في المملكة العربية السعودية، حيث شغل منصب أمير المنطقة الشرقية من عام 1985 حتى 2013. وأحدث خلال فترة عمله التي امتدّت لما يقارب ثلاثة عقود نقله تنموية في مجالات متعددة كما أسس جامعة تحمل أسمه .
* الولادة والتعليم:
وُلد في مدينة الرياض، وهو الابن الثاني للملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. تلقى تعليمه العام في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا.
* دوره في حرب تحرير الكويت:
خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990، لعب الأمير محمد بن فهد دورًا حيويًا في دعم القيادة الكويتية والشعب الكويتي. كان متواجدًا في محافظة الخفجي المحاذية للحدود الكويتية منذ اللحظات الأولى للغزو، حيث استقبل القيادة الشرعية الكويتية وأفواج المواطنين النازحين. عمل على تيسير أمورهم وتوفير جميع الإمكانات اللازمة لهم، وكان يتابع شخصيًا جميع احتياجاتهم دون كلل أو ملل حتى تحرير الكويت وعودة الشعب الكويتي إلى وطنه.
مواقف بطولية:
* من المواقف البطولية التي تُنسب إليه، أنه كان في استقبال الشرعية الكويتية وأفواج المواطنين لتيسير أمورهم واحتياجاتهم، وقد قاد السيارة التي نقلت الشيخ جابر الاحمد من الخفجي إلى الخبر، ولم ينم طوال 24 ساعة.
* بعد انتهاء فترة عمله كأمير للمنطقة الشرقية، تفرغ الأمير محمد بن فهد للأعمال الخيرية والإنسانية، حيث أسس مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، التي تهدف إلى دعم المشاريع التنموية والخيرية في المملكة وخارجها.
* توفي الأمير محمد بن فهد في 28 يناير 2025، تاركًا خلفه إرثًا من العمل الوطني والإنساني.
جنّد نفسه لتقديم كل مساعدة ممكنة إلى الأسر الكويتية طوال تلك الأيام السوداء، فقد كان له، كما لكل أبطال المملكة، الفضل في التخفيف عن الكويت وأهلها ذلك الكم الهائل من الشعور بالمرارة أيام الغزو العراقي الغاشم.
ولمواقفه البطولية الخالدة
كرمته الكويت في 30 نوفمبر 1993 عندما قلده صاحب السمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، «طيب الله ثراه»،
بـ «وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة». كما قام صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد «طيب الله ثراه» باستقباله مع أبناء وأحفاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله»، مستذكرا دور الملك فهد بن عبدالعزيز تجاه الكويت، ومبديا فخره وسعادته بأبنائه وأحفاده. وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد «رحمه الله» متواجدا منذ لحظة الغزو العراقي الغاشم في محافظة الخفجي المحاذية للحدود الكويتية ـ السعودية، مستقبلا الشرعية الكويتية، وعمل لدى استقباله أفواج الشعب الكويتي في المنطقة الشرقية على تيسير أمورهم وتوفير جميع الإمكانات، وكان يتابع شخصيا جميع أمورهم دون كلل أو ملل حتى تحرير الكويت وعودة الشعب الكويتي إلى أحضان الوطن.
، وكان الأمير محمد بن فهد، بصفته أميرًا للمنطقة الشرقية، في الخطوط الأمامية لهذه المهمة الإنسانية والتاريخية.
وتنظيم الأوضاع على الحدود
ويروي الراحل، تفاصيل الواقعة البطولية، التي نقل خلالها الشرعية الكويتية قائلاً «اتصل بي مولاي خادم الحرمين الشريفين وطلب مني أن أتصل بسمو أمير الكويت (الشيخ جابر الأحمد) وأقنعه بالقدوم إلى الدمام، بحكم وجود منطقة حدودية قريبة من مسرح الأحداث».
وأضاف: «تحركنا مع سمو الأمير، وأنا كنت أقود السيارة بنفسي وكان الوضع صعباً، لأنه قبلها بليلة لم أنم طيلة 24 ساعة، وطوال الأربع ساعات من قيادة السيارة لم يكن هناك مجال للحديث سوى استغراب واستنكار ما حدث، حاولت أن أبدأ في الحديث لكن الإجابات كانت محددة والإنسان يُقدّر هذه الأمور».
وكان الأمير خالد بن سلطان الذي قاد العمليات المشتركة في حرب تحرير الكويت روى في كتابه «مقاتل من الصحراء»، تفاصيل انتقال الشيخ جابر، رحمه الله، إلى السعودية، قائلاً «في يوم الغزو المشؤوم، كان ابن عمي وصديقي الحميم الأمير محمد بن فهد، أمير المنطقة الشرقية في المملكة، مسؤولاً بطريقة مباشرة عن تأمين سلامة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وطبقاً لما رواه لي في ما بعد، فقد ذهب بنفسه إلى الخفجي بناء على تعليمات خادم الحرمين الشريفين، ليكون في رفقة الشيخ جابر في سيارة كان يقودها بنفسه، أقلتهما إلى داخل المملكة».
وتحدث عن التفاصيل، بالقول: «علم الأمير محمد بالغزو العراقي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني من أغسطس، وفي السادسة والنصف من صباح ذلك اليوم، تلقى مكالمة من أحد ضباط مركز الحدود السعودي شمال مدينة الخفجي، يخبره أن أمير الكويت موجود في المركز ويرغب في التحدث إليه، ما أدهش الأمير محمد. ولكن اتضح له بعد قليل أن الشيخ جابر يود الاتصال بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. واتصل الملك هاتفياً بالأمير محمد وأصدر إليه تعليماته بأن يعرض على أمير الكويت أن يتوجه جنوباً إلى الدمام، حيث يمكن ضمان أمنه وسلامته، فلم يكن من الحكمة أن يبقى في منطقة الحدود التي يمكن أن يجتاحها العراقيون في أي لحظة».
وتابع: «قام الأمير محمد بمعاودة الاتصال بأمير الكويت، وظل يحاول إقناعه على مدى ساعتين بمغادرة الحدود، أو الانتقال على الأقل إلى قصر الإمارة في الخفجي حتى يكون في وضع أكثر أمناً. وأخيراً وفي الرابعة بعد الظهر، اقتنع أمير الكويت بضرورة مغادرة المكان، وانطلقا نحو الدمام في سيارة قادها الأمير محمد وإلى جانبه أمير الكويت».